التعليم.. انقاذ قبل الانهيار
لقد ان الأوان للمضي بخطوات جادة نحو تصحيح وضع التعليم الذي يزداد تدهورا عاما بعد اخر فالمدارس الاهلية والخاصة باتت عبئا كبيرا على اولياء الأمور برسومها المرتفعة التي لا تراعي الظروف المعيشية القاسية وظروف حقوق المعلمين باضرابهم واذا لم تبادر تلك المدارس إلى خفض رسومها بما يتناسب مع الواقع فإن إغلاقها يصبح ضرورة لا خيارا فلا يمكن ان يظل التعليم حكرا على من يملكون المال فيما الغالبية تعجز عن توفير ابسط حقوق ابنائها في التعلم.
ان التركيز الحقيقي يجب ان يتجه نحو المعلم والمعلمة في المدارس الحكومية فهم اساس العملية التعليمية وبدونهم لا قيمة لاي إصلاح فالاهتمام بهم وتوفير بيئة تعليمية جيدة هو الطريق لبناء جيل واثق قادر على خدمة وطنه ومن هنا يصبح من المهم تحويل كل الدعم والمبالغ التي تقدمها المنظمات الدولية مباشرة الى المدارس الحكومية بدلا من هدرها في ورش عمل ومؤتمرات داخل الوزارات ومكاتب التربية لا يلمس المواطن والمعلم منها شيئا.
ان إنقاذ التعليم مسؤولية وطنية كبرى ولن يتحقق ذلك الا بالاهتمام بالمدرسة الحكومية وتخفيف الاعباء عن كاهل الناس فالتعليم ليس تجارة ولا سلعة بل حق انساني يجب ان يصان ويحترم .
كفى تدميرا ممنهجا للتعليم منذ حرب 1994 ذلك التدمير الذي يقوده للأسف لوبي داخل التربية والتعليم والنقابات مدعوم من اطراف سياسية تسعى لاضعاف العملية التعليمية وخاصة بالعاصمة عدن .
علما وللاسف بعض المدارس الأهلية والخاصة لا تمت للتعليم بصلة سوى ما تفرضه من رسوم مرتفعة دون اي مقومات حقيقية تجعلها مدرسة بالمعنى الصحيح وكان الخطا الاكبر منح وتجديد تراخيص لمدارس انشئت داخل فنادق وشقق واماكن مغلقة لا تصلح ان تكون بيئة تعليمية سليمة..