عيدروس الزُبيدي وأحمد الشرع.. مقارنة سطحية وفاشلة
في الأيام الأخيرة، بدأت بعض الأصوات تحاول تروج لمقارنة غير عادلة بين رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزُبيدي والرئيس السوري الجديد ضمن المرحلة الانتقالية أحمد الشرع، وكأن الوضع في الجنوب واليمن يشبه الوضع في سوريا! هذا النوع من الطرح ما يجي إلا من ناس يا إما تجهل الواقع أو عندها نية واضحة لتشتيت الرأي العام. عشان كذا، خلونا نتكلم بالعقل ونفهم الفروقات الجوهرية بين الرجلين وظروف كل واحد منهم.
أول فرق لازم يكون واضح للجميع:
• أحمد الشرع رئيس دولة قائمة بعد سقوط نظام الأسد، عنده مؤسسات تحت سيطرته، دولة معترف بها، وعلاقات مباشرة مع الدول الكبرى اللي بدأت تتعامل مع النظام الجديد.
• عيدروس الزُبيدي يقود مشروع وطني تحرري لاستعادة دولة الجنوب، في ظل بيئة صراع شرس، وتوازنات دولية معقدة، وضغوط إقليمية وحرب لم تضع أوزارها بعد.
بالتالي، الشرع يقود مرحلة انتقال سياسي داخل دولة موجودة أصلًا، بينما الزُبيدي يخوض معركة نضالية لاستعادة كيان سياسي تم تدميره في 1994. الفرق واضح، واللي يحاول يساوي بينهم إما يغالط نفسه أو يغالط الناس.
• في سوريا الجديدة، الرئيس الشرع ما عنده قوة عسكرية تنازعه سلطته، والعدو الداخلي اختفى تقريبًا، وبقيت التحديات في إعادة ترتيب الدولة وتحالفاتها.
• أما في الجنوب، فالمعادلة مختلفة تمامًا: عيدروس الزُبيدي يتعامل مع خصوم متعددين على الأرض، من الحوثيين إلى الجماعات الإرهابية، إلى بعض القوى داخل "الشرعية" نفسها اللي ما زالت تحاول عرقلة استعادة الجنوب بأي وسيلة، فضلًا عن التدخلات الإقليمية اللي تحاول تفرض موازين قوى لصالح أطراف معينة.
يعني، بينما أحمد الشرع يركز على إعادة ترتيب مؤسسات دولته، الزُبيدي لا يزال في مرحلة تثبيت المشروعية، وبناء المؤسسات، وفرض معادلة تضمن استعادة دولة الجنوب رغم كل التعقيدات القائمة.
• أحمد الشرع يحكم دولة معترف بها دوليًا، عنده علاقات مباشرة مع الدول الكبرى، ويتعامل كرئيس رسمي.
• عيدروس الزُبيدي يقود مشروعًا يسعى للحصول على اعتراف دولي كامل، ويعمل في بيئة مليئة بالضغوط الدولية والإقليمية.
بالتالي، حجم الحرية المتاحة لكل واحد منهم مختلف تمامًا، وأي مقارنة بينهم بدون النظر لهذا الفرق مليئة بالسطحية وسوء النية.
الحقيقة إن هذه المقارنة هدفها واضح: التشويش على قضية الجنوب ومحاولة التقليل من حجم الإنجازات اللي حققها المجلس الانتقالي الجنوبي في ظل أوضاع سياسية معقدة.