اتفاق غزة: نصر أم انتصار؟

لحظة اعلان اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، هاتفت الأخ العزيز د. شفيق التلولي، عضو المجلس الرئاسي الفلسطيني. وبدأت حديثي بعبارة مشحونة بالمشاعر: "لا أعرف هل أعزيك أم أهنئك". فهذا الاتفاق جاء بعد ثمن باهظ دفعته غزة من عدد الشهداء والجرحى والدمار الرهيب. خلال نقاشنا، تساءلنا: هل كانت عملية الثامن من أكتوبر ضرورية جداً كي ندفع كل هذه التضحيات؟ وهل يمكن اعتبار ما حدث نصرًا للمقاومة الفلسطينية؟

قد تختلف آراؤنا حول ما جرى، لكننا نتفق على أنه وبكل المعايير، يعد ما حدث انتصارًا لإرادة الشعب الفلسطيني. لقد دفع هذا الشعب الثمن الباهظ من الدماء الزكية، والشتات، والقهر، والخذلان على مدى اشهر طويلة من العدوان الصهيوني. إن صمود الشعب الفلسطيني أمام كل تلك التحديات والمؤامرات سيكتب في التاريخ كدليل على قوة الإرادة والعزيمة.

بغض النظر عن الأسباب والمسببات لهذه الأحداث، فإن الجيش الصهيوني، الذي يعد أحد أقوى الجيوش في العالم ومن خلفة دول عظمى قد انكسر امام صمود غزة . إن ما يتجلى في هذه الوقائع هو أن البقاء والصمود ضد آلة الحرب هو دفاع عن الهوية والكرامة التي يسعى الفلسطينيون إليها، ودليلٌ على أن مقاومة الاحتلال ليست خيارًا بل ضرورة وطنية.

اتفاق وقف إطلاق النار قد يراه البعض نهاية مأساة، بينما يمكن للآخرين أن يروا فيه بداية جديدة. 

"الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية". فمهما كانت أرائنا متعددة، تظل الوحدة في الهدف هي السلاح الأكثر فعالية في مسيرة تحرير فلسطين. 

إن ما شهدته غزة من الثبات والتضحيات هو انتصار لا يمكن إنكاره، يبقى أن نعمل معًا من أجل مستقبل أفضل يسوده السلام والعدل.