في احتفال الجاليات اليمنية في المملكة المتحدة البريطانية ...

في احتفال الجاليات اليمنية في المملكة المتحدة البريطانية...في مدينة كاردف ، بذكرى ثورتي سبتمبر واكتوبر المجيدتين .. .

الأحد 5 اكتوبر 2025م..
مع  جزيل الشكر للجالية اليمنية في كاردف وقيادتها النشطة .
الحضور الكريم ..


الاخوات والاخوة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أحييكم في هذه المناسبة التي نحتفل فيها بذكرى ثورتي سبتمبر واكتوبر المجيدتين وذكرى تحقيق الاستقلال الوطني ، وهو التقليد الذي دأبت عليه الجاليات اليمنية في مختلف المدن البريطانية بقيادة المجلس الأعلى للجاليات وتنظيم ومبادرة الجاليات وبالتعاون مع سفارة الجمهورية اليمنية لدى المملكة المتحدة البريطانية .
وبهذه المناسبة يسرني أن أنقل لكم تحيات الاخ رئيس مجلس القيادة الدكتور رشاد العليمي الذي يولي اهتماماً كبيرًا بقضايا أبناء الجاليات اليمنية ، ومتابعة العمل على حلها بالتنسيق مع مختلف الجهات ذات العلاقة ، وهو ما تقوم السفارة والقسم القنصلي فيها على تنفيذه . 
وبهذا الصدد نعيد التأكيد على العلاقة الوثيقة بين السفارة وقيادات الجاليات اليمنية على توفير الظروف المناسبة لحل مختلف القضايا لأبناء الجاليات ، وتنزيه عمل الجاليات من أي تدخلات ، عملًا باحترام حقوق الأعضاء في اختيار قياداتهم وأسلوب عملهم بصورة ديمقراطية تجسد التلاحم والترابط الوثيق بين الأعضاء ، ونبذ أي توجه يجر الجاليات إلى أي نوع من الصراعات أو المناكفات ، وهو التوجه الدي يكسب عمل الجاليات أسسه الديمقراطية وقيمته الاجتماعية والوطنية ويجنبها الاستقطابات التي تعطل نشاط الجاليات وتحولها إلى مسرح لاستعراض الخصومات والخلافات .
هذا العام تم الاختيار بأن يتم الاحتفال بهذه المناسبة في مدينة كاردف وذلك بمبادرة من قيادة الجالية ، ودعم من المجلس الأعلى ، وترحيب من السفارة لما تحمله هذه المدينة من رمزية تاريخية بالنسبة للمهاجرين اليمنيين منذ أجيال بعيدة . فمن منا لا يتذكر المرحوم عبد الله علي الحكيمي رحمة الله الذي ارتبط اسمه ارتباطًا وثيقًا بهذه المدينة ، وكان له الفضل الكبير في تأسيس مفهوم للهجرة والاغتراب ، ربط فيه المهاجر والمغترب بوطنه ، الأمر الذي كان له صدى واسعًا بين المغتربين ، وداخل الوطن ، وفي هذا البلد العظيم بتنوعه الثقافي والعرقي والحضاري . إن هذا الارث الكبير الذي تحمله هذه المدينة بالنسبة للمهاجرين اليمنيين ينتقل إليكم لتتمثلوه في حياتكم بكل ما يعنيه ذلك من استجابة للاندماج في المجتمع الذي تعيشون فيه بروح التنوع والتعدد الثقافي والعرقي والحضاري ، وهي الروح التي سيظل معها اليمن حاضرًا كمكون أصيل من تلك الهوية المركبة بجوانبها الثقافية والحضارية والانسانية . 
أيتها الأخوات ايها الاخوة
إن احتفالنا بهذه المناسبات الوطنية لا تعني أن نواصل تكرار الحديث عن الماضي وكأنه مجرد استعراض للتاريخ بقدر ما هو دعوة للتواصل بين حلقات هذا التاريخ الذي يُعد الحاضر الحلقة الأهم فيه اليوم ، والذي يجب أن نوليه الاهتمام الأكبر .. 
الماضي صنعه أبطال أدوا واجبهم تجاه وطنهم ، وقد صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، فمنهم من قضى نحبه ، ومنهم من ينتظر .. وجاءت أنظمة وطنية حاولت الحفاظ على الميراث ، أصابت وأخفقت . وتركت هي الأخرى ميراثًا ، سيكون التاريخ وحده كفيلًا بتنقيحه وتدوينه ، وعلينا اليوم أن لا نغرق فيه إلا بالقدر الذي نستطيع أن نستلهم منه ما يساعدنا على التمسك بقيم الثورة ، والوفاء للشهداء ، واحترام المناضلين ، وتجنب الأخطاء ، والتفكير والعمل على الخروج من هذا المأزق الكبير ، الذي وضعتنا فيه تطورات الأحداث وتراكم الأخطاء والمؤامرات التي أنتجت هذه الكارثة ، وجلبت كل هذا الشقاء لليمن وشعبه . وفي هذا السياق لا بد أن ندرك أن الحوثي مشروع تدميري لا يمكن أن تقوم لليمن قائمة ببقائه جاثمًا فوق أي رقعة من بلاد اليمن .
إن مواجهة واسقاط هذا المشروع التخريبي المدمر الذي تدعمه وتموله ايران ، هو ترجمة عملية للوقوف في الجانب الصح من التاريخ . ولا بد من القول هنا أن الوقوف في الجانب الصح من التاريخ يتعرض لامتحانات صعبة وقاسية ، ذلك أنه لم يكن مجرد اصطفاف كمي بدون محتوى يجسد القيم الحقيقية للمعنى الذي يحتويه  . 
وهذا ما يواجهه بلدنا وشعبنا في الوقت الراهن . إن سنوات المواجهة مع هذا المشروع التدميري لا بد أن تفرز الطيب من الخبيث على طريق بناء الوطن الذي ننشده جميعًا ، وعلى هذا الطريق سيشهد بلدنا غدًا أجمل بإذن الله ... وأما الزبد فيذهب جفاءً وأنا ما ينفع الناس فيمكث في الأرض".

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..