قلق التربية والتعليم في عالم سريع التغيير ...رسالة من أم إلى وزير التربية...
بروفيسور / قاسم المحبشي ...
معالي سيادة وزير التربية المحترم .أكتب إليك اليوم بصفتي أم أولًا، ومربية ومواطنة تخاف على هذا الوطن وجيله القادم... أكتب إليك لا من باب النقد، بل من باب الوجع. من باب الخوف على جيل كامل أصبح يعيش داخل دوامة لا تنتهي اسمها “الامتحانات”.... أكتب لأنني أرى أبناءنا يضيعون بين دفاتر الاختبارات، وأحلامهم تختنق تحت ضغط التعليم الذي فقد روحه.للأسف، مدارسنا لم تعد بيئة للتعلّم، بل تحوّلت إلى مراكز اختبارات متواصلة... ما إن ينتهي امتحان الشهر الأول حتى يبدأ الثاني، ثم التقويم ، ثم النهائي، وكأن العام الدراسي سباق مرهق من الاختبارات لا أكثر.أصبح الطالب يعيش في حالة توتر دائمة، يحفظ ليوم الامتحان ثم ينسى بعدها كل شيء... لم يعد هناك وقت لاكتشاف الهوايات، ولا لتطوير المهارات، ولا حتى لالتقاط أنفاس الطفولة.
المدرسة فقدت متعتها، والبيت تحوّل إلى غرفة طوارئ دراسية،الأمهات في حالة استنفار، الآباء متوترون، والمعلم مرهق يلهث خلف المنهاج الذي لا ينتهي.يا معالي الوزير..
المنهاج طويل، والفصل قصير، والضغط كبير... والمعلم مضغوط بين مسؤولية إنهاء المنهاج وضميره الذي يريد أن يعلّم بصدق.. اصبح المعلم لا يملك ترف التعمّق في الشرح، ولا الطالب يملك فرصة للفهم الحقيقي...
صرنا نخرّج جيلاً يعرف كيف يحفظ، لكن لا يعرف كيف يفكر.جيلًا “مبرمجًا” على الامتحان فقط، لا على الحياة.هذا ليس تعليمًا…
هذا أسلوب تجهيل ممنهج يقتل الشغف، ويُضعف الروح، ويُنتج جيلًا بلا مهارة ولا معرفة ولا فضول.نحن الأمهات نعيش هذا الوجع يوميًا، نرى أبناءنا يدرسون بلا رغبة، يحفظون بلا فهم، ينجحون بلا تعلّم.... نعيش القلق، نُدرّس معهم، نتابعهم، ونخسر نحن وهم توازننا النفسي والاجتماعي.أين أنتم يا وزارة التربية والتعليم من هذا المشهد؟أين الحل؟ أين الإصلاح الحقيقي؟إلى متى ستبقى المدرسة مكانًا يُرهق الطلاب والمعلمين والأهل جميعًا؟نحن لا نطلب المستحيل.. نريد فقط أن تعود المدرسة حياة… أن تعود التعليم رسالة لا سباقًا.نريد نظامًا يُنمّي العقول لا يُرهقها، ويُخرّج أجيالًا تفكر وتبدع، لا تحفظ وتنسى.من قلب كل أم، ومن ضمير كل مواطنة غيورة على هذا الوطن،أقولها بصدق:أنقذوا أبناءنا، قبل أن نفقدهم داخل نظام لا يرحم.
#رسالة_من_أم
#وزير_التربية



