نوفمبر الميمون والروتي المجيد
في وقت صعب ومعاناة المواطنين من أزمات انهيار العملة المحلية وتردي الأوضاع المعيشية والخدمية والغلاء ومع نوفمبر الميمون وقصة الروتي ايام ماكان روتي بشكله الصندوق القادم بأسمه وشكله من بلاد الهند إلى عدن .. تأتي الضربة الموجعة الأخيرة المتمثلة بـ "رفع تسعيرة الروتي" الذي يعد الوجبة الأخيرة المتبقية والمعتاد عليها عند سكان عدن بالذات بعد أن باتوا عاجزين عن توفير ما عداه من طعام لأسرهم وأطفالهم... ويعود إلى أن يقزم مع ذكرى طرد الإنجليز من عدن ليبقى ضئيل الحجم وبسعر زيادة (٢٠ ريال ) اي بسبعين ريال ...!!
أي بنسبة زيادة بلغت أكثر من "43بالمائة" وفي أحسن الأحوال قام عدد من الأفران ببيعه بسعر مائة ريال او التهديد بالأضراب (كما حدث في البداية )!!
المواطنون يشكون من عدم توفير أبسط المتطلبات الغذائية لأسرهم ( الروتي ) يأخدونه صباح ومساء خاصة الاسر الكبيرة ، موضحين بأن مرتباتهم الهزيلة والتي تصرف بشكل متأخر باتت قيمتها لا تساوي حتى "200 ريال سعودي" جراء استمرار تفاقم انهيار العملة المحلية "الريال " أمام العملات الأجنبية وعودة التعافي الضئيل والكاذب حتى بنوعية الدقيق المستخدم والغير صحي !!!
والامر وصل الى ان "كافة المواد الغذائية أصبحت تباع بالريال السعودي وليس بالريال المحلي .. مرتبات هزيلة بالعملة المحلية الريال الفاقد لقيمته ولا تساوي حتى مئتي ريال سعودي، فكيف يستطيع المواطن او الموظف او المعلم أن يوفر الطعام والدواء ومصاريف التعليم لأولاده وهو يحتفل بنوفمبر الميمون ، أما أنه أصبح مفروضا عليه أن يكابد الجوع والعوز ليل نهار".•••
وأكد المواطنون أن صمت مجلس القيادة الرئاسي والحكومة وكافة القوى والمكونات المنخرطة فيهما لم يعد مقبولا في ظل ما يتعرض له المواطن من تجويع وإفقار وحرمان من أبسط مقومات الحياة وانعدام الخدمات.
وطالبوا بسرعة تنفيذ معالجات حقيقية للأزمات الطاحنة التي تعصف بالمواطنين في عدن وباقي المحافظات والمناطق المحررة ....
√• قبل عام تقريبا في نوفمبرنا الميمون حاول ملاك الأفران والمخابز فرض زيادة في اسعار الروتي وقد قوبل هذا التوجه برفض شعبي مما دفع برئاسة الجمعية الخاصة بالأفران والمخابز لمحاولة انتزاع توجيهات رسمية بهذه الزيادة السعرية من مكتب الصناعة والتجارة والذي بدوره رفض فرض أي زيادة في سعر الروتي ، وبعد مداولات ونقاشات تم التوصل إلى اتفاق بفرض زيادة ولكن عبر البيع بالوزن وتم تحديد الآلية والمصادقة عليها من قبل معالي وزير الدولة محافظ محافظة العاصمة عدن أحمد حامد لملس •••
#ويبدو بأن الاتفاق الذي تم التوصل اليه وتمت المصادقة عليه من قبل المحافظ لملس لم يرق لملاك المخابز والأفران اللذين سرعان ماقاموا بالتحايل على الاتفاق من خلال بيع "3" أقراص روتي بـ"200" ريال بدلا من البيع بالوزن بحسب الاتفاق والتلاعب بالوزن من قبل أصحاب الافران الشعبية بالذات
وملاك المخابز ... بل و يقولون :
نحن خسرانيين سواء التزمنا بالأسعار والبيع بالوزن ومشاكل التقيد بالوزن والذي سيوصلنا حتما إلى الافلاس التدريجي او المخالفة والتعرض للحجز وإغلاق افراننا .. هذا ما يقوله أصحاب المخابز والأفران لكن المواطن في أوضاعه الصعبة أيضا يشكو وخاصة وان القرص الروتي وسعره ب (٧٠) ريال غالي على الأسر الكبيرة وهي تتعاطاه يوميا صباح مساء •••
# لكن هناك تساؤل آخر مضمونه هل غدت جمعية المخابز والأفران طرف من صانعي الأزمات بحيث أعلنت الحرب على المواطن في هذه المدينة المثخنة بالغلاء والنزوح والفقر ونوفمبريتها الميمونة بعد خروج المستعمر البريطاني البغيض؟؟
# هناك تساؤلات متعلقة برغيف العيش ( الروتي ) مباشرة تطل في ذهني ونحن الذين كنا نعشق طعم الروتي ولو مع الشاي الاحمر وذكريات الاستقلال واحتفالات الذكرى العاشرة للاستقلال المجيد •••
#نشير هنا إلى أن التلاعب بالبيع بالروتي بالقرص منفرداً ودون الاحتكام إلى القانون والاتفاق الأخير الذي ابرم البيع بزيادة في السعر (ولكن عبر الية الميزان) وهي الالية التي لم (تتبع ) من العام الماضي رغم وجود ميازين خاصة بذلك في كل الافران ..وتم البيع بالقرص (ب200ريال ،3 اقراص )وهي اقراص صغيرة جداً كان المواطن يشتكي من هذا الحجم عندما كان السعر 50 ، وانتقل الى سعر 70 ريال وارتفع السعر وحجم الروتي كما هو ؟؟
# أن تخلي مكتب التجارة والصناعة عدن عن مسؤوليته في الدفاع على تنفيذ الأتفاق الأخيرالعام الماضي وحماية مصالح الناس والقفز من قبل جماعة الروتي اليوم إلى مطالبات رفع السعر يجعلنا عاجزين عن فهم كيف يدير مكتب الصناعة والتجارة اعماله وكيف كان المستعمر الانجليزي قبل نوفمبر الميمون يدير ذلك ؟؟!!
√• نعود للتساؤلات الكثيرة التي تجعلنا جميعا نبحث عن الأسباب :
√• كم تكلفة إنتاج الروتي اليومي ...كم تنتج الأفران؟؟
√•ماهو الأنسب لأصحاب الأفران البيع بالوزن بالكيلو أو بسعر القرص الواحد ؟
√• هل سعر القرص ب (٧٠) ريال مناسب ام لا زال هناك شعور بخسارة البيع والعمل في الافران ؟
√• ماذا يقول الزبائن عندما يشتروا القرص بمئة ريال وكيف هو حجم القرص مقنع لهم ؟؟؟
√• قيمة الديزل وفواتير الكهرباء والمعدات والمواد الداخلة في الإنتاج وايجار المحلات والعمال والضرائب ..هل كل ذلك يجي على القرص ب (٧٠او 100 او حتى 125) ريال؟؟
√• كم كيس من الدقيق يستهلك في اليوم ؟ وكم كانت الافران تستهلك من قبل عشر سنوات تقريبا؟
√• ونقول بمعيتكم يا أصحاب الافران والمخابز هل تشعرون بالإفلاس والمهدد للإغلاق كما يقول كثير من أصحاب المخابز الشعبية والافران الآلية؟
• يقول أصحاب الافران والمخابز انهم يقدموا خدمة للمواطن في توفير القوت الرئيسي له (الروتي) وبشكل يومي كما كان ذلك ايام الإنجليز ..[] •••
ولكن المواطن صوته يعلو بأن دعم الرغيف اليومي ومساعدته في مواجهة غلاء المعيشة التي وصل إلى حد الروتي أصبح لا يحتمل :•••
√• سعر الروتي برأيك؟ ( وتقدير تكلفة انتاجه الان ) ليس مقنعا أبدا
√• يوميا كم تستهلك وأسرتك روتي؟ ( هل الفين ريال يوميا للروتي عند معظم الاسر في عدن تكفي ..برائيكم ؟)
√• أهمية دعم الدقيق والأفران في عدن لتستمر في إنتاجها ؟....
• الحقيقة ما الذي جعل أصحاب الافران يفكرون برفع سعر القرص الروتي من (50) الى (70) الى (100) في حال ارتفاع قيمة الدقيق والديزل وانتاجية الروتي ؟
• غياب دور الحكومة في دعم القمح ( الدقيق ) كونه من المواد الأساسية والتي كانت تدعم في السابق ؟
• في حال التفكير في فتح مخابز شعبية وسط الأحياء في المديريات وتكون مستقلة وتتبع المديرية التي تتكفل في تشغيلها ودعمها بحيث يبقى سعر القرص الروتي ب (50) ريال وله وزنه الطبيعي ؟
( تذكرون دورالمخبز الشعبي في السبعينيات حتى الثمانينات )
• دور مدراء عموم المديريات واللجان المجتمعية في ضبط السعر والوزن بالبيع بالكيلو او بحجم القرص .. لماذا فشل ؟
√• في هذه الحالة نتساءل عن دور مكتب الصناعة والتجارة .. تجاه السلع الغذائية والتموينية والخدمات والمعايير والجودة والاستغلال والاحتكار ••
ولماذا لا تفكر الحكومة بفتح افران شعبية في كل مديرية ...وفي اعتقادي الشخصي يستطيع كل مدير مديرية من فتح (٣ إلى ٤) افران شعبية يديرها من رأس مال الإيرادات وبسعر القرص ب 50 ريال والفائدة مستمره من خلال الدعم بأكياس الدقيق من التجار والواجبات المحلية وكذا تشغيل شبابنا وفتح مجال استثماري لصندوق دوار لفتح عدد أكبر •••
المسألة فقط هو الاستقلال الميمون ولو بفكرة الروتي وسعره وحجمه في هذه المدينة الباسلة دوما عدن ••••
كتب /
عامر علي سلام فوز
عدن ...
٢٣ نوفمبر الميمون•••



