أحب الفلسفة ولا ادعيها !!!..

الكاتب / بروفيسور : قاسم المحبشي ...

لست فيلسوفا ولأ أفرح حينما ينعتني بعض الأصدقاء في هذا الفضاء بالفيلسوف ومع ذلك لا اغضب ولا أرفض بل تنتابني خليط من المشاعر السارة والقلقة. إذ أنني أنتمي إلى بلد لا تعرف الفلسفة وليس فيها دور اجتماعي للفيلسوف.ولا زلت اتذكر أنني حينما التحق بقسم الفلسفة والعلوم الاجتماعية في كلية التربية العليا بجامعة عدن عام ١٩٨٢ كنت أشعر بالخجل من أسم التخصص الجديد رغم أن النظام السياسي حينها كان إيديولوجيا اشتراكيا ( جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) وكان قسم الفلسفة من الأقسام المهمة في الجامعة وكانت الفلسفة الماركسية ايديولوجية الجمورية وربما كان لهذا التكريس الأيديولوجي لمعنى الفلسفة دورا في تشويه صورتها وسمعتها في السنوات الماضية.بالنسبة لي وبعض الزملاء والزميلات الذين ساعدنا الحظة لدراستي الماجستير على ايديي اساتذه مخضرمين منهم: دكتور أحمد نسيم برقاوي عميد بيت الفلسفة بالإمارات العربية المتحدة الفجيرة والدكتور طيب تيزيني المفكر السوري الكبير والدكتور نمير العاني ستاذ الفلسفة الحديثة و المعاصرة في قسم الفلسفة في كلية الآداب في جامعة بغداد (سابقاً)رئيس قسم الفلسفة و العلوم الإجتماعية في كلية التربية في جامعة عدن (سابقاً)استاذ فلسفة العلم و فلسفة التكنولوحيا في جامعة "إيتمو" في سانت بطرسبورج في روسيا الإتحادية والاستاذ عبدالسلام نورالدين استاذ الفلسفة في جامعتي عدن وصنعاء وحاليا استاذ الفلسفة في جامعة لندن. والاستاذ الدكتور أبوبكر السقاف فيلسوف اليمن الأول بلا منازع ، ثمة نقلة كبيرة حدثت في الدول العربية واليمن تحديدا في الموقف من الفلسفة وهذا ما جعلني اتقبل نعتي بصفة (فيلسوف) الذي يكتبها بعض الأصدقاء العرب  من باب المجاملة ولكنني أعي تماما ماذا يعني ذلك النعت البعيد المنال إذ أن الفلسفة امانة شاقة تبرأت منها الجبال. ودمتم بخير وسلام..