حصار قطري ناعم لتحركات حماس ، والخيارات المتاحة أمام الحركة بعد هجمات الدوحة

تحركات قيادات حماس في قطر بحرية وأريحية خلال الفترة الماضية كانت تشكل إحراجاً سياسياً لقطر ، بل وتهدد متانة علاقتها الدبلوماسية والاقتصادية مع أمريكا وإسرائيل ، لكن وبعد الهجمات الأخيرة على الدوحة من المؤكد أن تلك التحركات ستصبح محصورة وبالتنسيق المباشر مع الأجهزة الأمنية والمخابرات القطرية ، وهذا بشكل غير مباشر قد يصبّ في مصلحة قطر ، و يخفف عنها الضغط أمام الدول التي تصنف حماس كمنظمة إرهابية، وقد يضع حدا لتحركات قيادة الحركة سواء داخل قطر أو عبر قنوات التواصل بين قيادات الداخل والخارج، تحت مبرر الحفاظ على سلامة القادة الفلسطينيين في الدوحة .

بمعنى أخر كل السياسات والخطط التي تديرها حماس من الخارج باتت الآن تحت المراقبة الدقيقة لدولة قطر ، هذا التحول لم يكن مفاجئاً بل كان مخططاً بدأ فعلياً منذ عام 2011، حين تم دفع حماس للانخراط في مشروع إسقاط الأنظمة العربية، والتماهي مع محور إيران، وهو مخطط واضح المعالم كانت قطر وأمريكا وتركيا تمثل رأس الحربة فيه، وكان يهدف في جوهره إلى تصفية القضية الفلسطينية وإسقاط نظام سوريا من الداخل، تحت يافطة الثورة .

أمام هذا الواقع المخيف لم يعد أمام حماس من خيار سوى مراجعة حساباتها وموقفها السابق ، بداية في العمل على إعادة اللحمة الفلسطينية مع حركة فتح وفصائل النضال الوطني الفلسطيني ، حتى لو تطلب الأمر تقديم تنازلات صعبة ، إضافة إلى إعادة ترتيب علاقتها مع مصر ، الإمارات ، والسعودية، لما لهذه الدول من قدرة على لعب دور محوري في أي تسوية تتعلق بالقضية الفلسطينية، حتى وإن كانت تلك الحلول دون مستوى طموحات الشعب الفلسطيني.

الحصول على شيء ، أفضل من خسارة كل شيء .

#ناصرـالمشارع