حين يكون الوفاء دولة إماراتية وتكون الحكمة فيها هم رجال زايد.



ليس من باب المجاملة، ولا من ترف الخطاب العاطفي، أن أضع صورة رجلٍ يمثل الحكمة والاتزان، بل من باب القناعة الراسخة بأن المواقف العظيمة لا تُنسى، وأن الدول تُقاس بأفعالها لا بضجيجها.

قناعتي واضحة ولا أُلزم بها أحدًا:

الإمارات، بقيادة رجالها، وفي مقدمتهم نهج زايد، كانت ولا تزال عونًا صادقًا لكل من أراد دولة حقيقية، دولة نظام وقانون، لا دولة شعارات مؤقتة أو مصالح عابرة.

دولة تحترم الإنسان، وتؤمن بأن الاستقرار لا يُبنى بالفوضى، ولا تُحمى الأوطان بالخذلان.

لم يُعرف عن “عيال زايد” ظلمٌ أو غدر، ولم تُسجل عليهم خيانة عهد أو تنكر لدمٍ سال في معركة مشتركة. كانوا حيث يجب أن يكون الرجال، في وقت عزّ فيه الصدق وكثر فيه المتاجرون بالقضايا.

شاركوا الجنوب الدم والرجال، وبذلوا الغالي والنفيس، لا من أجل صورة أو مكسب، بل إيمانًا بعدالة القضية، واحترامًا لإرادة شعب أراد أن يرفع رأسه بعد سنوات من الإذلال.

إن وضع صورة هذا الرجل، وهذا النهج، ليس استفزازًا لأحد، بل موقف أخلاقي وسياسي مع من وقف معنا حين تراجع كثيرون، ومع من رفع رأس كل جنوبي في لحظة كان الانكسار فيها أسهل من الصمود.

ستبقى هذه الصورة درسًا مفتوحًا لكل من لا يرعى ذمة ولا ضمير، لكل من أنكر فضل الإمارات، وقلّل من حجم دورها، وحاول تشويه مواقفها بدافع الحقد أو العجز أو ضيق الأفق.

فالدول العظيمة لا تحتاج لمن يدافع عنها بالصراخ، بل تشهد لها ميادين الفعل، وسجلات الدم، وذاكرة الشعوب.

أما أولئك الذين لا يستحقون حتى ذكر أسمائهم أو دولهم، فلا عزاء لهم…

لأن التاريخ لا يكتب أسماء المتفرجين، ولا يخلّد من حضر متأخرًا أو غاب حين نادت المواقف.

الإمارات كانت دولة موقف، وستظل.

ورجالها كانوا أهل وفاء، وسيبقون.