عـدن المدينة التي تقـف على أطـراف الجـراح
عـدن ليست مدينةً عادية، بل كيانٌ ينزف بهدوء، ويبتسم رغم الدمار.
تتفيّأ ظلال البحر، وتحمل في صدرها أمواجًا من الحنين والخذلان.
فـي كل صباح، تنهض عدن على وقع أزمات لا تنتهي "كهرباء غائبة، ماءٌ شحيح، خدمات تترنّح، ووجوهٌ تعبت من الانتظار".
تسير في شوارعـها فتقرأ على الجدران ملامح التعب، تتأمل وجوه الناس فترى في عيونهم سؤالًا لا جواب له: "إلى متى نظل نعيش في وطنٍ منسي؟"
الأمـن مفقود، والتعليم يلفظ أنفاسه، والصحـة مجرّد لافتة على بابٍ مغلق، أما الغـلاء، فقد صار وحشًا ينهش ما تبقى من كرامة الفقراء.
(ورغم كل هذا، لا تزال عدن حيّة).
فـي كل زقـاقٍ تنبت روح، وفي كل بيتٍ شعلة أمل، فالمدينة التي علّمت أبناءها كيف ينهضون من تحت الركام، لا تموت.
عـدن لا تطلب الكثير، فقط وطنًا يحتضنها بعد أن طال الفقد، ودولةً تليق بتاريخها، لا تعبث بجغرافيتها ومصيرها.
عـدن مدينة الجمال الجريح، والحياة التي تنزف بصمت؛ لكنها رغم الخذلان، لا تزال واقفة "تشـهد، وتحـلم، وتنـتظر".
أ. مشارك د. هـاني بن محمد القاسمي
مستشار رئيس جامعة عدن للشؤون الأكاديمية
عـدن: 6. يوليو . 2025م
.