كفى شعارات... الأشخاص ذوو الإعاقة بحاجة لتطبيق لا توعية
في ظل ما نشهده هذه الأيام من حملات إعلامية ومناصرة وورش عمل تتحدث عن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، أصبح من الضروري التوقف قليلاً لمراجعة المشهد بواقعية ومسؤولية.
فلم تعد قضايا ذوي الإعاقة بحاجة لمزيد من التوعية النظرية، فهؤلاء الأشخاص اليوم باتوا أكثر وعياً من أي وقت مضى. إنهم متعلمون، مثقفون، ويدركون حقوقهم وقوانينهم جيداً. يعيشون في العصر الرقمي، يتابعون الاتفاقيات الدولية، ويقرأون الدساتير المحلية، بل وينخرط كثير منهم في العمل الحقوقي والإعلامي بشكل مباشر.
المشكلة ليست في نقص الوعي، بل في غياب *التطبيق*. الأشخاص ذوو الإعاقة لا يريدون سماع المزيد من الشعارات ولا حضور ندوات توعوية مكررة، بل يريدون *تطبيق القوانين* التي سمعوا عنها كثيراً ولم يلمسوا آثارها الفعلية.
إنهم بحاجة إلى فرص حقيقية في التمكين، وإشراك فعلي في صنع القرار، ومناصب قيادية تُعطى بناءً على الكفاءة لا المجاملة. بحاجة إلى تسهيلات وبيئات مهيأة، إلى خدمات صحية وتعليمية واجتماعية عادلة، إلى دعم اقتصادي يضمن استقلالهم وكرامتهم.
فكفى استخدام اسم ذوي الإعاقة لتمويل مشاريع لا تعود عليهم بفائدة حقيقية. كفى تجاهل للواقع والتمسك بالواجهة الإعلامية. لقد ملّ الأشخاص ذوو الإعاقة من كل من يدّعي الدفاع عنهم دون أن يقدم شيئاً ملموساً على الأرض.
إن الوقت قد حان للانتقال من مرحلة "سوف نعرفكم بحقوقكم" إلى "هنا تُطبق حقوقكم".