(6) الارهابي مهدي المشاط: واجهة سياسية لمليشيات دموية وصوت إيران في صنعاء
لا يمكن قراءة مسيرة الارهابي مهدي محمد حسين المشاط إلا بوصفها انعكاس دقيق لطبيعة المشروع الحوثي فهو مشروع يقوم على العنف يستمد عقيدته من خارج الحدود اليمنية ويستثمر في مؤسسات الدولة المنهوبة لإضفاء شرعية مزيفة على سلطة مليشياوية فالمشاط لم يكن مجرد شخصية صعدت في ظروف استثنائية وانما أصبح رمز لواحد من أكثر أجنحة المليشيات تطرف وصوت سياسي لتجميل وجه حركة مسلحة قامت على الدم والخراب والارهاب.
نشأ الارهابي المشاط مطلع الثمانينيات في قرية الرقة بمحافظة صعدة التي تحولت إلى مصنع لتفريخ القيادات الحوثية المرتبطة بعقيدة الولاية المستوردة من طهران ومنذ بداياته التصق بزعيم المتمردين الارهابي عبد الملك الحوثي ولم يكن مجرد صلة شخصية وكان مدخل لأن يصبح لاحقا أحد أهم منفذي أجندة المليشيات الأكثر تشددا.
ظهوره الأول لم يكن في ميدان سياسي ولا في إطار وطني وانما في مشهد دموي وحصار واعتداء على دار الحديث السلفية في دماج عام 2013 وأشرف الارهابي المشاط على حملة مسلحة ضد طلاب علم عزل في جريمة كشفت باكرا أن صعوده سيكون مرهون بالدم لا بالكفاءة.
بعد اجتياح صنعاء 2014 أصبح المشاط مدير لمكتب عبد الملك الحوثي ثم وقع باسمه اتفاق السلم والشراكة الذي لم يكن إلا غطاء لاحتلال العاصمة وإقصاء مؤسسات الدولة وفي 2016 تم الدفع به إلى عضوية المجلس السياسي الأعلى لإحكام السيطرة على المجلس وإبعاد أي صوت قد يعرقل هيمنة المليشيات الارهابية.
بعد اغتيال صالح الصماد في ٢٠١٨ نصبت المليشيات المشاط رئيس لما يسمى بالمجلس السياسي الأعلى كما ان الترقية لم تكن اختيار سياسي ولكن عملية إعادة تدوير لرجل ظل أثبت ولاءه المطلق لعبد الملك الحوثي ومشروع إيران في اليمن.
وفي 2019 ألبسته المليشيات رتبة مشير في مشهد ساخر لا يمت إلى الأعراف العسكرية أو التقاليد اليمنية بصلة فرتبة تمنح عادة للقادة الذين يصنعون انتصارات تاريخية ومنحت لرجل لا يملك سجل عسكري سوى الإشراف على اقتحامات مليشياوية ضد مدنيين وكانت الخطوة جزء من سياسة تضخيم الذات الحوثية وصناعة رموز زائفة لإضفاء شرعية على سلطة مغتصبة.
ظهر المشاط في جولات التفاوض المختلفة التي تمت برعاية الامم المتحدة من الكويت إلى جنيف بصفته ممثل للمليشيات الارهابية لكن ما مثلة حق لم يكن اليمنيين ولا مصالحهم وانما كان صوت صريح للمشروع الإيراني يسعى إلى مقايضة معاناة الشعب اليمني بمكاسب سياسية وعسكرية تعزز سلطة المليشيات الحوثية ووافق في 2022 على تمديد الهدنة الأممية لم يكن ذلك من باب الحرص على السلام وانما لالتقاط أنفاس المليشيات وإعادة ترتيب صفوفها.
وفي سابقة هزلية منحت جامعة صنعاء بعد أن تحولت إلى أداة بيد المليشيات الحوثية شهادة ماجستير للمشاط بامتياز مع مرتبة الشرف بشهادة وزعت خارج أسوار الجامعة بلا مناقشة وبلا أي قيمة علمية ولم يكن الهدف إلا صناعة صورة رجل دولة أكاديمي بينما الواقع أنه يقود سلطة تنهب مؤسسات التعليم وتحولها إلى منصات ترويج لعقيدة العنف والتمييز والارهاب.
مهدي المشاط اليوم ليس سياسي ولا رئيس وانما مجرد واجهة لمليشيات عنيفة تربت على فكرة التفوق السلالي ارتكبت جرائم حرب بحق اليمنيين من تهجير وقتل وتجويع واجهة لمشروع إيراني يستهدف استقرار المنطقة ويحول اليمن إلى منصة تهديد لجيرانه.
الارهابي المشاط يعد الصقر الأسود الذي ينفذ إرادة الارهابي عبد الملك الحوثي بحذافيرها ويمثل الجناح الأكثر تصلبا داخل المليشيات لكنه في الوقت ذاته يظل أسير لزعيمه وأسير لمشروع خارجي أكبر منه وأداة في يد إيران تستخدمه كواجهة سياسية تغطي على حقيقتها الإرهابية.
كما ان الحديث عن الارهابي مهدي المشاط ليس عن شخص بقدر ما هو عن نموذج لقيادة مليشياوية صعدت عبر العنف والولاء للخارج لا عبر الشرعية ولا عبر الإرادة الشعبية فالمشاط عنوان لفشل المليشيات في إنتاج رجال دولة ودليل حي على أن مليشيات الحوثي مهما تزين بربطات عنق وألقاب رسمية يبقى مجرد مليشيات إرهابية تحكم بالقوة وتعيش على الدم والارهاب.