رسالة عاجلة إلى دولة رئيس الوزراء اليمني د. أحمد عوض بن مبارك.
رسالة عاجلة إلى دولة رئيس الوزراء اليمني د. أحمد عوض بن مبارك.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بدايةً؛ يسرنا التقدم لكم بخالص التحية والتقدير، متمنين لكم السداد والتوفيق.
في الوضع الحالي، وما يعصف بوضع المعلم في بلدنا العزيز، نحب الإشارة إلى أن؛ التعليم هو أساس تقدم المجتمعات وركيزة التطور في شتى المجالات، فهو ليس مجرد وسيلة لاكتساب المعرفة، بل أداة لبناء الفكر وتنمية المهارات وصقل الشخصية.
فمن خلال التعليم، يتمكن الأفراد من فهم ما يدور في العالم والمتغيرات التي تطرأ عليه، وتحليل التحديات، وإيجاد الحلول الإبداعية للمشكلات، كما أنه يفتح أبواب الفرص، ويُعزز القدرة على التكيف مع التغيرات المتسارعة في العصر الحديث.
فأهمية التعليم؛ لا تقتصر على الفرد فقط، بل تمتد إلى المجتمع بأكمله، فالمجتمعات التي تستثمر في التعليم تُحقِّق معدلات أعلى من الرفاهية الإقتصادية والإجتماعية، وتُقلل من الفقر والجهل فيها، وتعزز قيم التسامح والتعايش، والتعليم في حد ذاته؛ يخلق جيلًا واعيًا قادرًا على قيادة التغيير الإيجابي وبناء مستقبل أكثر إشراقًا.
لهذا؛ يجب أن نحرص على جعل التعليم أولوية قصوى، سواءً على مستوى الأفراد أو الحكومات، لأنهُ الإستثمار الحقيقي الذي يضمن ازدهار الأوطان ورفعتها.
وعلى ما سبق؛
فالمعلم يا أخوة؛ هو حجر الزاوية في العملية التعليمية، فهو ليس مجرد ناقل للمعلومات، بل هو مرشد وموجه ومحفز للإبداع والتفكير النقدي، فالمعلم هو من يلعب دورًا محوريًا في تشكيل عقول الطلاب وغرس القيم الإيجابية فيهم، مما يجعله أحد أهم العوامل المؤثرة في نجاح النظام التعليمي بأكمله. فهو؛ الجسر الذي يربط بين الطالب والمعلومات، حيث يقدم المعلومة بشكل مبسط وواضح، ويساعد الطلاب على استيعابها وتطبيقها في حياتهم العملية. وهو من يُساهم في تنمية مهارات الطلاب، مثل التفكير النقدي، حل المشكلات، العمل الجماعي، والاتصال الفعال، إلى جانب دوره الأكاديمي.
المعلم؛ هو القادر على إلهام طلابه وتحفيزهم للوصول إلى أقصى إمكاناتهم، فهو يزرع فيهم الثقة بأنفسهم ويشجعهم على المثابرة والتغلب على التحديات. وهو القدوة لطلابه، كونهُ لا يعلمهم المواد الدراسية فقط، بل يغرس فيهم القيم الأخلاقية مثل الإحترام، الصدق، المسؤولية، والتعاون. وهو القادر على فهم الفروق الفردية بين الطلاب وتقديم الدعم اللازم لكل منهم وفقًا لاحتياجاته وقدراته.
فالمعلمون جميعًا وعلى مختلف رسائلهم التعليمية؛ يساهمون في إعداد الأجيال القادمة لمواجهة تحديات المستقبل، مما يجعلهم شركاء أساسيين في بناء المجتمع وتطويره.
# أخيرًا أشير إليكم بكل صدق:
لضمان نجاح العملية التعليمية؛ يجب توفير البيئة المناسبة والدعم الكافي للمعلمين، كون تحسين معيشة المعلم، ليس مجرد واجب أخلاقي، بل هو ضرورة لضمان جودة التعليم، وبناء مجتمعات قوية ومستقرة.
فعندما يتمتع المعلم بحياة كريمة، وتقدر جهوده، يصبح أكثر إبداعًا وتفانيًا في أداء دوره، مما ينعكس إيجابيًا على الطلاب والمجتمع بأكمله.
بإختصار شديد:
المعلم هو القلب النابض للتعليم، وعليه تعتمد مسيرة التقدم والازدهار في أي مجتمع كان.
أ. مشارك د. هاني بن محمد القاسمي.
مستشار رئيس جامعة عدن للشؤون الأكاديمية.
الثلاثاء: 28. يناير. 2025