إنقطاع الكهرباء في محافظة عدن "تحديات وآثار على الحياة اليومية"

     يعيش سكان محافظة عدن - حاليًا - أزمة حادة نتيجة إنقطاع التيار الكهربائي بشكل كامل، وهو ما شكل تحديًا كبيرًا يؤثر بشكل مباشر على حياتهم اليومية.

     وهذا الانقطاع، يتسارع تأثيره في مختلف مجالات الحياة، حيث أصبح إنقطاع الكهرباء شبه دائم في المدينة، ما يضاعف من معاناة المواطنين ويجعلهم يواجهون تحديات مستمرة في تلبية احتياجاتهم الأساسية. 

     الكهرباء تُعد من الأساسيات التي يعتمد عليها المواطنون في حياتهم اليومية، حيث تُمَكّن من تشغيل الأجهزة المنزلية كافة، والاجهزة التي تسمح بالتواصل الإجتماعي، ومع إنقطاع الكهرباء بشكل كامل، يجد سكان عدن أنفسهم في مواجهة صعوبة بالغة في إنجاز مهامهم اليومية.

     فالحياة التي كانت في السابق تسير بشكل طبيعي، أصبحت الآن مليئة بالعثرات، نقص الكهرباء يعني أن الأعمال المنزلية التي كانت تُنجز بسهولة مثل غسل الملابس، شرب الماء البارد، تشغيل دينما الماء أو حتى إستخدام مكيفات الهواء في حرارة الصيف الشديدة، باتت مهمة صعبة.

     فالمواطنون يعانون بشمل حقيقي، من إستخدام بدائل مثل المولدات الكهربائية، التي تزيد من أعبائهم المالية، وفي بعض الأحيان لا توفر الطاقة بشكل كافٍ لتلبية احتياجات جميع أفراد الأسرة.

     كما أن من أبرز القطاعات التي تأثرت بشدة بسبب انقطاع الكهرباء هو "القطاع التعليمي"، فانقطاع الكهرباء يُعد في المدارس والجامعات، عقبة كبيرة أمام العملية التعليمية، ففي ظل غياب الكهرباء، يجد الطلاب والمعلمون أنفسهم في حالة من الإحباط والتحدي، مع تزايد صعوبة الوصول إلى الإنترنت بسبب انقطاع التيار الكهربائي، وأصبح من المستحيل للطلاب متابعة دراستهم ومعرفة وما عليهم من واحبات أو إجراء البحوث عبر الإنترنت، إضافة إلى ذلك، فإن العديد من المدارس تعاني من نقص في الإضاءة داخل الفصول الدراسية، مما يعوق قدرة الطلاب على الاستفادة من الدروس، فتعطلت ساعات الدراسة، مما أثر على التحصيل العلمي للطلاب، وأدى إلى تراكم الفجوات التعليمية.

     كما يعاني قطاع الأعمال من صعوبات كبيرة بسبب إنقطاع الكهرباء، كون الكهرباء تًعد من العوامل الأساسية التي تساهم في تشغيل المصانع والمتاجر الصغيرة والمرافق التجارية الأخرى، ومع استمرار الانقطاع، يتعرض العديد من التجار والمشاريع الصغيرة لخسائر مادية فادحة، مما يزيد من معدلات البطالة، ويؤثر على قدرة المواطنين على تأمين احتياجاتهم.

     أما على الصعيد الإجتماعي، يزداد التوتر والضغط على الأسر نتيجة للظروف المعيشية القاسية التي يواجهونها، وتحمل نفقات مالية أخرى لسد الحاجه لهم من هذا التيار المهم جدًا في تدليل جل متطلبات الحياة اليومية، فقد أصبح التفكير بإيجاد الحلول لسد النقص في هذا الجانب، أمرًا مرهقًا، ولا سيما في أشهر الصيف الحارة، مما يزيد من المعاناة خاصة على فيئة الدخل المحدود.

الخلاصة:

     إن إنقطاع الكهرباء في محافظة عدن، يشكل تحديًا كبيرًا، يعكس أزمة واسعة النطاق، ليس فقط في توفير الخدمات الأساسية، بل في التأثير على الحياة اليومية والتعليم والتنمية الإقتصادية والاجتماعية، وإنه ليس مجرد إنقطاع خدمة فقط، بل هو قيد يفرض على المواطنين اليمنيين مزيدًا من الصبر والتحمل في ظل الظروف الحالية. 

     ومع إستمرار الوضع على ما هو عليه، من الضروري أن تجد الجهات المعنية حلولاً عاجلة ومستدامة لهذه الأزمة، وذلك لضمان إستعادة الحياة الطبيعية لهذه المدينة الباسلة وتخفيف معاناة المواطنين.

أ. مشارك د. هاني بن محمد القاسمي.

عدن: 5. فبراير. 2025م