حين يضيق الوطن وتتسع القلوب: حكاية حب بين خيارين

في بلادي تتعثر فيها الأقدار كما تتعثر فيها السياسات، يعيش صديقي المقرب حكاية قلبٍ وجد نفسه ممزقًا بين خيارين. هو رجل يمتلك من الإمكانيات ما يكفي لبناء حياة كريمة، وكان على وفاق مع زوجته التي قالت له يوماً…: "تزوج، أنا موافقة." ولأن للنصيب كلمته، تعرف على إنسانة أخرى جميلة، مبتهجة، مستقلة، وتمتلك من القدرات ما يجعلها شريكة حياة واعدة.

غير أن الزوجة الأولى غيرت موقفها، وقالت له بنبرة تملؤها الغيرة والتملك: "(أنت ملكي، ولا أريد إنسانة تشاركني روحك، عطرك، وعطاءك.")

لكن قلبه كان قد مال إلى الثانية، امرأة لم يسبق لها الزواج، واحتوته بمشاعر الأم، والأب، والزوجة في آنٍ واحد... فماذا بقي من الحاجة؟ لقد وجد فيها ما لم يجده سابقًا.

تفاقمت الأمور، وصارت الأولى تهدده باستخدام "الأسلحة"، من الكيماوي إلى "ميّ مع سكر حامي"... مشهد ساخر، لكنه يعكس حجم الألم الذي يعيشه الإنسان حين يصطدم قلبه بقيود الواقع.

وفي ظل هذا التعقيد العاطفي والاجتماعي، فكر صديقي بالحل الذي لجأ إليه كثيرون من قبل السفر.

يريد أن يعيش في الخارج، ومن هناك يواصل أداء دوره كأب، ويرسل المال لأسرته في عدن، مستلهماً من تجربة (رئيس البلاد رشاد العليمي ) الذي ظهر من فندق بالرياض بمناسبة 22 مايو.

ويرى أن هذا هو المخرج الأنسب؛ فالمرأة الثانية لا تملك فقط الحب، بل تملك الدبلوماسية، واللغات، والقدرة على مشاركته الحياة الجديدة بعيدًا عن الصراعات.

أتمنى له التوفيق في خياراته، وأن تعود المياه إلى مجاريها مع الزوجة الأولى دون طلاق أو تشرد للأبناء، فالمصلحة العليا دوماً تكون لهم.