لا يستقيم الظل والعود أعوج

كتب | أحمد الشعيبي Alshuaibi77177@
يتسلل الخونة كالسوس في جذع الشرعية، فيأكلون من داخلها ما بناه المخلصون، وما مصطفى نعمان إلا وجه صارخ لظاهرة متغلغلة، أشباه رجال يرتدون ثياب الدولة ويحملون في قلوبهم الولاء للحوثي ولجهات أخر.
تراهم يتحركون في أروقة السلطة بخفة الظلال، يتقنون فن التمويه السياسي، ويجيدون لعبة الوجهين بحرفية عالية، لكن نعمان الأبله، تفرد بصفاقة لم يسبقه إليها أحد - جرأة المتآمر الذي لم يعد يكلف نفسه عناء إخفاء ولاءاته.
أي مفارقة مأساوية تلك التي تجعل من يفترض أنه حامي حمى الشرعية سهماً في كنانة أعدائها! وأي سخرية قدرية تلك التي تضع مستقبل اليمن في أيدي من أرتضوا لأنفسهم دور الخادم الرخيص في بلاط الحوثي!
المعضلة تتجاوز شخصاً بعينه لتصبح نزيفاً مؤسسياً يستدعي كياً عاجلاً، فتطهير مفاصل الدولة من هؤلاء لم يعد ترفاً سياسياً بل ضرورة وجودية، وطنية وأخلاقية، إنها معركة الهوية والبقاء.
وما لم يُجتث هذا الورم السرطاني من جسد الشرعية، فإن الحوثي سيستمر في التهام ما تبقى من اليمن، قطعة تلو أخرى، بشهية مفتوحة وشراهة لا حدود لها، وبأقل كلفة.
وقد قالها المتنبي قبل الف سنة:
"إذا أنت أكرمت الكريم ملكته... وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا"
وهذا هو حال من ظنوا أن التساهل مع المتسللين سيستميلهم، فكان التساهل مكافأة للخيانة وتشجيعاً للمزيد.
اليمن بحاجة إلى صحوة تعيد ترتيب البيت من الداخل قبل أن ينهار السقف على رؤوس الجميع.