الـســابـع مـن يـولـيـو الاســود
في السابع من يوليو، يتجلى في الأفق ذكرى أليمة، يومٌ يُعيد إلى الأذهان مشاعر الجراح والخذلان، يومٌ شهدت فيه أرض الجنوب طعنة قاسية من قوى العربية اليمنية المتخلفة، استباحت حقوق البشر وأحلامهم كان ذلك اليوم بمثابة عاصفة، اجتاحت الهدوء الذي كان يسود، مُحدثةً زلازل في القلوب والعقول، ومُحطمةً الآمال التي بُنيت على أسس من الطموح والتطلعات.
تتجلى في ذاكرتنا مشاهد من الفرح الذي تحول إلى كابوس، وأصوات الضحكات التي غطتها صرخات الألم في ذلك اليوم، كانت الحياة تتكشف عن وجهها القاسي، حيث فقدنا الكثير من معالم هويتنا، وتبددت أحلامنا كغبار في مهب الريح لقد عشنا فصولاً من الحزن والفقد، وابتليت عائلاتٌ بأحزانٍ لا تنتهي، حيث تحولت البيوت إلى رمادٍ، والقلوب إلى أكوام من الشوق والحنين.
لم يكن صراعنا من أجل الهوية مجرد معركة سياسية، بل كان نضالاً مع الذات، مع القيم التي نؤمن بها.
كيف نستعيد ما فقدناه؟ كيف نُعيد بناء ما تم تهديمه؟ كانت هذه الأسئلة تتردد في أذهاننا كأصداء تحاكي آلامنا لقد أصبحنا نعيش في ظل ذكريات مؤلمة، لكنها أيضاً كانت دعوة للتفكير والتأمل في معاني الحرية والكرامة.
ورغم كل الجراح، لم تنطفئ روح المقاومة في قلوب أبناء الجنوب. لقد كانت تلك الروح هي الشعلة التي أضاءت الطريق نحو النضال، نحو استعادة الهوية المسلوبة. شهدنا كيف اجتمعت القلوب، وتوحدت الأصوات، لتقول بصوت واحد: لا للاحتلال، نعم للحرية.
إن النضال من أجل الجنوب لم يكن مجرد كلمات تُقال، بل كان فعلاً يستلزم التضحيات والشجاعة، حيث وقف الشجعان في وجه العواصف، يواجهون التحديات بقلوبٍ لا تعرف الخوف.
ومع كل ذكرى لهذا اليوم، يتجدد الأمل في غدٍ أفضل، حيث يُمكن لأبناء الجنوب استعادة زمام الأمور، وبناء وطنٍ يحتضن أحلامهم وطموحاتهم، إن التاريخ يعلمنا أن الجراح قد تكون عميقة، لكن الأمل هو الذي يظل حياً، يُشعل في النفوس الرغبة في التغيير. فكل يومٍ يمر هو فرصة للشفاء، وكل جرح يحمل في طياته إمكانية للنهضة.
ويبقى السابع من يوليو ذكرى مؤلمة، لكنها أيضاً دعوة للتفكير والتأمل، دعوة لتجديد العهد مع الأرض، ومع الهوية، ومع كل من ناضل من أجل غدٍ مشرق. إن أبناء الجنوب يدركون أن الأمل لا يموت، وأن كل جرح هو بداية جديدة، فدعونا نُعيد كتابة تاريخنا، ونصنع غداً يُجسد تطلعاتنا وأحلامنا فلنستعد معاً، ولنجعل من الألم قوة، ومن المعاناة دافعاً نحو مستقبلٍ مشرق.