الإسلام السياسي وأجندة تمزيق الجنوب تحت غطاء الوحدة
الوحدة اليمنية لم تكن مجرد مشروع سياسي، بل كانت هدفاً سامياً و جنين حملته ثورة الرابع عشر من أكتوبر ضمن مشروعها القومي العربي لتحقيق الوحدة العربية الشاملة .
في الجنوب كانت شعارات القومية والوطنية جزءا لا يتجزأ من الفكر السياسي للنظام والشعب ، وظل هدف الوحدة مسألة مبدأ غير قابل للمساومة .
لكن ما لم يكن في الحسبان أن الطرف الآخر جاء يحمل نوايا مبيتة مخطط لها بإحكام وفق أجندة خارجية رسمتها أجهزة استخبارات دولية، ونفذتها أدوات محلية تحت عباءة ما يسمى ، بـ جماعات الإسلام السياسي ،،
بدأت هذه الجماعات في التحشيد قبل وبعد إعلان الوحدة ، و استقدمت العناصر التكفيرية من مختلف أنحاء العالم، في مؤامرة تهدف إلى إنهاء الشريك الجنوبي . يتخللها مقدمات لتشويه سمعته في الداخل اليمني .
عند إعلان الوحدة ، باشرت هذه الجماعات بتنفيذ مخططها، في تعبئة الشارع أولاً. ضد الدستور فخرجت المظاهرات بالملايين ، وثانياً من على منابر المساجد ، و في المعسكرات ووسائل الإعلام للتحريض على القيادات الجنوبية ، وإتهامها بالكفر والإلحاد. والهدف البدء ب تنفيذ مخطط الاغتيالات و تصفية الكوادر الجنوبية ، دون أي رفض شعبي يقف ضد تلك التصفيات ، وهو مالمسناه في الصمت المريب للشمال والمساند للجماعات الإرهابية، إلى أن اختتمت مشروعها بالحرب الظالمة في صيف 1994 لهدم كيان الشريك الجنوبي ومحوه من الوجود .
بعد سنوات أستدرك النظام اليمني خطرها وحاول التخلص منها ، لكنه أبقى على كثير أدواتها داخل مفاصل الدولة، ك جهاز الأمن السياسي والمخابرات، وفي أهم الوزارات ومنها التربية والتعليم ، والأوقاف، ووحدات الجيش، لتواصل تنفيذ مشروعها التخريبي، مستهدفة التعليم والنسيج الاجتماعي الجنوبي، وهو ما لا يزال مستمراً حتى اليوم.
لهذا ، ومن زاوية النضال الجنوبي ، فإن الحرب على هذه الجماعات يجب أن لا تتوقف، لأنها معركة وجود، ومعركة وعي. لا يمكن التفريط فيها ، أو التساهل في خطرها ، حتى لايهدم مابناه الجنوب بدماء الشهداء وتضحيات الأحرار.
وتبقى الجزئية الأهم في تجفيف منابعها ، مع الاستفادة من تجارب دول عربية كالأردن ومصر والإمارات في محاربتها، فالمعركة ضد التطرف مشروع وطني وأخلاقي ينسجم مع التطلعات الإقليمية والدولية ويمثل الدرع الحصين لجنوبنا المنشود .
#ناصر_المشارع