معتمرٌ يعتذرُ عن إنصاف مكة والمدينة والمملكة

قررتُ قبل رمضان الفائت أن أكون في مكة وأجّلتُ لظروف ، لكنّي
زرتها في 13 أبريل 2024..ذهبتُ لجوار إطهر البقاع وطُفتُ حولها وأعترفُ هنا أني لم أكن حريصا على إلتقاط الصور بقدر حرصي على الشعائر وهيبة المكان وهناك أسرني ما أسر من بهجة وطمأنينة؟
لقد تفاجأت بدولة وإنسان يخدمانك ويقدّمان كل شيىء لأجلك ، ليس لاسمك ولا للونك أو بلدك أو هويتك في الجواز الذي تحمله في حقيبتك إنما لك فقط وتقديرا لإيمانك وإيمان الذي يؤمن بك ويرشدك ولا يهمه قيمة ما ترتديه من ثياب وإحرام أو تلفون بل قد تجده يعطيك هاتفه كي تتصل بقريبك أو صديقك الذي فقدته في زحام البحث عن الطاعات والقُرب من الله وتنقية نفسك.
( خذ قطعة قماش بيضاء ولبّي، خاطب الخالق من جوار بيته العتيق وهناك ستجد أمة الإسلام تعرق معك وتذرف دمع المسلم الصافي المتطهّر معك)
في بحثك عن تتويج إيمانك في الكعبة المشرفة ستجد من يأخذ بيدك ، بل ويكتمل حينما يرحب بك ويساعدك دون مقابل وعندما تنتهي من أسئلتك يقول لك لك بعربيته ولكنتة " السعودية الشائقة " ولغات الدنيا كلها : " سامحنا على التقصير وإبشر كلنا تحت أمرك وخدمتك " 
أي عظمة عظيمة وقدرة يمتلكها الإنسان السعودي إبتداءا من المطار وصولا لرجل الأمن وعند الركن اليماني وباب الكعبة والروضة الشريفة في المدينة المنورة.
أضيف:
 حضرتني أسئلة وأنا في مهابة وقدسية البيت العتيق وبئر زمزم والمسعى في في مكة وقبر الرسول في المدينة.
منها : " كيف لو كانت هذه المقدسات بيد عصابات و أدوات فاسدة عنصرية ليس لها منها ومن الإسلام غير الاسم ،
كيف سيكون وضع مكة والمدينة التي تأخذ لُبّك وتجعلك بالفعل تتشرف إنك مسلم وأن بلدا عربيا أبدع كل هذا التنظيم وقدم للمقدسات كل تلك المشاريع والخدمات والتسهيلات ؟

 ذهبتُ بقائمة أسئلت المؤمن الذي وجد الجميع أهله ودليله. 
سلّمت على كل من أعرف ومن لم أعرف في المطعم والفندق وموظف الخدمات ورجل الأمن وطواقم الخدمات الذين يعملون كخلية نحل دون كلل أو ملل.. أعتمرت في مكة وشربت من زمزم وعدت إلى جدة( وهناك حكاية سأرويها لاحقا )  وبعدها سافرت للمدينة المنورة وقبر النبي ( ص ) بمعي ابني " علي "

طلب مسامحة :
أرجو من كل صديق وكل من يعرفني وعرف بتواجدي في مكة والمدينة خلال ثلاثة أيام وطلب اللقاء بي ولم أستطع.
 
خلاصتي:
شكرا للسعوية.
 وفقكم الله وكفى.
 (  وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَات) صدق الله العظيم.