في الذكرى الأولى لاستشهاد العميد عبداللطيف السيد: حينما يختار الله من أحبّ..
كتب / اسعد ابو الخطاب
تمرّ علينا اليوم ذكرى أليمة تتجدد معها جراح لم تندمل، ذكرى استشهاد البطل الشجاع، العميد عبداللطيف السيد، قائد حزم أبين، الذي لبّى نداء الواجب بدمائه الطاهرة، فكان رمزاً للبطولة والتضحية، ومثالاً نادراً لقائد اجتمع في شخصه الحزم والتقوى، القوة والإيمان.
في مثل هذا اليوم من العام الماضي، ارتقت روح العميد عبداللطيف السيد إلى بارئها، لتلتحق بركب الأنبياء والشهداء، بعد أن قدم حياته دفاعاً عن الأرض والعرض، حاملاً راية الحق في وجه الباطل، دون خوف أو تردد. لقد كان رحيله فاجعة لكل من عرفه، فقدنا فيه أخاً وأباً وقائداً، لكننا نؤمن أن الله قد اختاره ليكون في منزلة عظيمة عنده، حيث لا خوفٌ عليه ولا هم يحزنون.
لقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: "وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَٰكِن لَّا تَشْعُرُونَ" (البقرة: 154)، وهذا ما نؤمن به في ذكرى استشهاد العميد السيد.
فهو اليوم حيّ عند ربه، يُرزق من فضل الله، بعد أن نال الشهادة التي طالما كانت أسمى أمانيه. كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "للشهيد عند الله ست خصال: يغفر له في أول دفعة من دمه، ويرى مقعده من الجنة، ويُجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويُوضع على رأسه تاج الوقار، ويُزوّج من الحور العين" (رواه الترمذي). وهذا ما نرجو للعميد السيد، أن يكون في مقام الشهداء، مكللاً بتاج الوقار، مُكرماً برحمة الله ورضوانه.
اليوم، نتذكر بطولات هذا القائد الفذ، الذي حمل على عاتقه مسؤولية الدفاع عن الجنوب، وكان في طليعة من وقفوا في وجه المعتدين، حتى آخر رمق من حياته. نتوجه بالدعاء إلى الله أن يتقبله في جنات الخلد، وأن يرزقه الفردوس الأعلى مع الأنبياء والصديقين والشهداء.
نسأل الله أن يجعل قبره روضة من رياض الجنة، وأن ينير طريقه بنور رحمته.
اللهم اغفر للعميد عبداللطيف السيد، وارحمه رحمة واسعة، واغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.
اللهم اجعل مقامه في أعلى عليين، وارزقه الفردوس الأعلى بغير حساب. اللهم إنّا نسألك أن تبارك في ذكراه، وأن تحفظ أهله وذويه، وأن تلهمنا جميعاً الصبر والثبات على فقدانه.
رحم الله العميد السيد، وأسكنه فسيح جناته، وألحقه بركب الأنبياء والشهداء، وجمعنا به في مستقر رحمته. آمين..
اسعد ابو الخطاب
ناشط حقوقي