بنك الكريمي: قصة نجاح وجهة الإجماع للاستقرار الاقتصادي في اليمن

منذ نشأته في عام ١٩٩٥، أصبح بنك الكريمي للصرافة أحد أبرز وأهم مؤسسات القطاع المصرفي في اليمن. إذ تمكن البنك من بناء سمعة قوية وأسس ثابتة بفضل تقديمه اخدمات مصرفية مبتكرة، بالإضافة إلى دوره الحيوي في تعزيز استقرار الاقتصاد الوطني في وقت كانت ومازالت اليمن تواجه فيه تحديات كبيرة.

ولقد تأسس بنك الكريمي ثم تطور أكثر في أوقات صعبة كان فيها الاقتصاد اليمني يعاني من تبعات الحروب والصراعات الداخلية، التي أثرت بشكل كبير على قدرة المؤسسات المالية على تقديم خدماتها بصورة فعالة. 
لكن على الرغم من هذه الاشكاليات والصعوبات، بدأ بنك الكريمي رحلته نحو التميز المحلي و الدولي في تقديم خدماته المصرفية بطريقة حديثة مؤسسية تتناسب مع احتياجات المواطنين في كافة أنحاء اليمن، سواء في المدن الكبرى أو المناطق الريفية النائية.
نعم ، فمنذ البداية، حرص البنك على أن يكون قريبا من عملائه في كل مكان. وهذا ما جعله ينجح في خلق شبكة واسعة من الفروع ومراكز الخدمات التي كانت بمثابة شريان حيوي للعديد من الأسر اليمنية التي كانت تواجه صعوبة في الوصول إلى الخدمات المصرفية التقليدية. فما كان من بنك الكريمي إلا أن عوض هذه الفجوة بتقديم خدماته في كل زاوية من زوايا اليمن.
وبالتأكيد لا يختلف اثنان على أن أحد أبرز أسباب النجاح الذي حققه بنك الكريمي هو الجودة العالية التي يقدمها في خدماته، والتي جعلته الخيار الأول للكثيرين في اليمن. 
أولا، يعتبر بنك الكريمي من المؤسسات المصرفية التي تقدم أكبر عدد من أجهزة الصراف الآلي في البلاد، مما يسهل على المواطنين الوصول إلى أموالهم بسهولة وأمان.
وإلى جانب ذلك، يتميز البنك بكونه يقدم أسعار صرف ثابتة يومياً للعملات الأجنبية ، مما يمنح عملاءه الاستقرار في المعاملات المالية، خاصة في بلد كاليمن يعاني من تقلبات سعر الصرف .
و بالإضافة إلى ذلك، يتمتع بنك الكريمي بسمعة طيبة فيما يتعلق بجودة الأوراق النقدية التي يوزعها، إذ يشتهر بتقديم "فلوس كريمي" التي تعتبر من أفضل الأوراق النقدية في السوق، الأقل تعرضا للتلف والأكثر قدرة على الصمود.
بل وتجسد تطبيقات بنك الكريمي التنوع الكبير في خدماته، فالمواطن اليمني يمكنه من خلال تطبيق "الكريمي" إجراء كافة المعاملات المالية التي يحتاجها، من دفع المشتريات إلى تحويل الأموال، وتسديد الفواتير، واستلام الحوالات الدولية. هذه الإمكانيات جعلت من بنك الكريمي الخيار الأول للأفراد والشركات على حد سواء.
لذلك فإن من أبرز مميزات بنك الكريمي هو انتشاره الواسع في مختلف مناطق اليمن أولا.
بل ليس فقط في المدن الكبرى مثل صنعاء وعدن وتعز، وكذلك أيضا في القرى والأرياف النائية التي يصعب الوصول إليها. فقد عمد البنك إلى تأسيس فروعه ونقاط خدماته في المناطق الريفية، بما في ذلك من خلال محطات الخدمة الميدانية مثل "أم فلوس" و"حاسب"، مما سهل على المواطنين الوصول إلى الخدمات المصرفية بغض النظر عن موقعهم الجغرافي.
على أن هذا التوسع لم يكن مقتصرا على تقديم الخدمات المصرفية التقليدية، بل شمل كذلك توفير خدمات جديدة مثل خدمة بطاقة "كريمي بلاتنيوم" للتسوق الإلكتروني، التي تجعل عملية الدفع عبر الإنترنت أسهل وأكثر أمانا.
من هنا فليس من المبالغة القول إن بنك الكريمي قد لعب دورا محوريا في دعم الاقتصاد اليمني واستقراره خلال السنوات الماضية.
 ففي وقت كان فيه القطاع المصرفي في اليمن يعاني من أزمة عميقة، كانت البنوك الكبيرة الأخرى تبتعد عن تقديم الخدمات في مناطق معينة بسبب المخاوف الأمنية أو صعوبة الوصول إليها.
لكن في هذه اللحظات العصيبة، كان بنك الكريمي حاضرا في كل مكان، يقدم خدماته ويستجيب لاحتياجات المواطنين، ما ساعد في الحفاظ على استقرار الأوضاع المالية في البلاد.
وإلى جانب ذلك، قدم بنك الكريمي قروضا وتمويلات صغيرة ومتناهية الصغر للمشاريع الصغيرة، وهو ما ساهم في تعزيز ريادة الأعمال ودعم المواطنين في إيجاد فرص العمل وتحسين مستوى معيشتهم.
لكن على الرغم من نجاحات بنك الكريمي، لم يكن في مأمن من الشائعات التي حاول البعض ترويجها ضده، إلا أن هذه الشائعات سقطت أمام الإنجازات التي حققها البنك والسمعة التي حاز عليها في أوساط عملائه.
 فبنك الكريمي ظل بعيدا عن التدخلات السياسية، مما جعل الجميع في اليمن، سواء في المناطق المحررة أو في المناطق التي تخضع لسلطة الحو..ثيين، يحترمونه ويثقون في خدماته.
فلدى العديد من اليمنيين علاقة وثيقة مع بنك الكريمي، فالبنك ليس مجرد مؤسسة مصرفية تقدم الخدمات المالية، بل أصبح شيئا لاغنى عنه في حياة المواطنين اليومية. 
وكما قال أحد المواطنين: "أثق في بنك الكريمي لأنه يمكنني سحب أموالي منه في أي وقت ومن أي مكان". 
وبالفعل فإن هذه الثقة نابعة من التزام البنك بتوفير أعلى مستويات الأمان وسرعة الأداء في تنفيذ المعاملات المالية.
والحال أن بنك الكريمي يعتبر بالنسبة للكثيرين عاملا أساسيا في استقرار حياتهم المالية، سواء من خلال تسهيل الوصول إلى الأموال، أو من خلال توفير قروض تمويلية للمشاريع الصغيرة التي ساعدت في خلق فرص عمل جديدة كما أشرنا سابقاً. فضلا عن خدماته العديدة والمتنوعة. الأمر الذي تفقتده كل البنوك اليمنية حاليا.
بل "في إطار سعي بنك الكريمي للتمويل الأصغر الاسلامي لتطوير خدماته البنكية وفق أفضل وأحدث الممارسات العالمية، فقد اختار نظام بنكي عالمي من شركة تيمنوس العالمية والذي يعتبر النظام البنكي الأول في العالم، حيث يستخدمه 3 ألف بنك من أكبر 4 ألف بنك على مستوى العالم، لقد اختار بنك الكريمي نظام تيمنوس من أجل تقديم أفضل الخدمات البنكية وبممارسات عالمية بطموح تطوير جميع الخدمات المعمول بها حول العالم."
في الحقيقة فإن النجاح الذي حققه بنك الكريمي ليس مجرد محض صدفة أو نتيجة لحظية، بل هو ثمرة سنوات من العمل الجاد والمخلص. إذ بفضل رؤيته الاستراتيجية، تمكن البنك من أن يكون أحد أعمدة الاقتصاد اليمني التي لا غنى عنها. ولعل أبرز ما يميز البنك هو تقديمه لعدد من الخدمات التي تتناسب مع احتياجات العملاء الحيوية جدا بدون اشكاليات وروتين في مختلف الأماكن والأوقات. 
ومن هنا فان بنك الكريمي ليس مجرد مؤسسة مالية فقط، بل هو رمز من رموز الصمود والتحدي في مواجهة الصعوبات الاقتصادية والسياسية التي مر وتمر بها اليمن.
وطبعا يبقى السؤال الأهم: ما سر النجاح المستمر لهذا البنك؟ الجواب يكمن في تقديم خدمات مميزة، واتساع شبكة فروعه، وسمعته الطيبة التي اكتسبها بفضل إنجازاته العديدة، وقدرته على تلبية احتياجات المواطنين في أصعب الظروف.
إضافة إلى السمعة الجيدة التي أجبرت الجميع في السلطات السياسية على الثقة به.