نوفمبر الانتصار ومسار التطورات..وأهمية التقييم ...

بقلم : محمد قاسم نعمان 

لعلنا في حاجة اليوم بعد مرور 63 عاما من عمر ثورة ٢٦ سبتمبر ١٩٦٢ و62عاما من الثورة الشعبية 14 اكتوبر 1963 وذكرى الاستقلال الوطني 30 نوفمبر ١٩٦٧ الى اعاده قراءة لمسار هذه السنوات وما شهدتها من أفعال واحداث و تطورات سلبيه وايجابيه لنتعلم من سلبياتها ونتوقف امامها ونتعلم ونستفيد منها ومن ايجابياتها لنعمل على التمسك بها وتطويرها.
 سنوات غنيه بالدروس والعبر من الاهميه ان يتم استيعابها والتعلم منها من قبل الجميع وبالذات الاحزاب والقوى السياسيه والمفكرين والادباء والكتاب والصحفيين ومن يتواجدون اليوم في مواقع صناعه القرارات السياسيه والاقتصاديه والاجتماعيه والثقافيه..
 تجربة غنية بالاحداث والافعال والاعمال الطيبة وغنية أيضا بالسلبيات المضرة.. تجربة تحتاج منا الى الوقفات المطولة امامها.. والتعلم منها والاستفاده من كل تجاربها وخبراتها حتى نستطيع بالتالي من رسم خارطه مسار تطور حياتنا لليوم التالي لما بهد العام 2026 .
ولعله من الاهميه بمكان التاكيد هنا بدرجه رئيسية للاحزاب والمكونات السياسيه ورواد ونشطاء الفكر والثقافه والعلوم الاجتماعيه والاقتصاد ، حيث لابد من اعاده تقييم ادائهم لمسار اوضاع احزابهم ومكوناتهم ومجالات عطائهم .
هناك تطورات يشهدها العالم في مختلف المجالات ونحن في اليمن بشماله وجنوبه وشرقه وغربه ما زلنا في الخانة المتخلفة عن مسار هذا التطور  الذي يشهده العالم في حياة الاحزاب وآليه عملها التنظيمية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية، وعلاقاتها المجتمعية ، وما زالت صناعه الامس الذي يمتد من اربعينيات  القرن الماضي تفرض نفسها دون حتى محاولة الانتقال الى مداخل مسار التطور العالمي في مختلف المجالات . العالم اليوم يتطور ونحن مع الاسف في محلك سر منطلقاتنا ما زالت ترتكز على ما كان عليه الوضع الوطني والاقليمي والدولي في القرن الماضي وما كانت ترفع فيه من شعارات متاثرة بالحرب العالميه الثانيه وما تلاها، وعهود الاستعمار ونهضة التحرر محدوديه نطاق فكرها وثقافتها .
 عالم اليوم يتطور ويشهد فيه العالم تطورات كبيرة وعظيمة في كل المجالات ونحن في اليمن حتى لم نستطع ان نحافظ على بعض مما اتاحته لنا الظروف في تحقيقه من إيجابيات ومحأسن وهي طبعا قليله في ضوء التقييم العام لما شهده و يشهده العالم من تطورات في السياسه والاجتماع والاقتصاد والثقافه.والحياة المدنية والديمقراطية. بل ثقافتنا المتخلف عن المسار الثقافي العالمي جعلتنا أيضا نعود إلى محاور وصراعات بنيتنا الثقافية المنغلقة في إطار القبيلة والعشيرة والعائلة.   ولهذا نقول إنه لابد من تقييم مسار تجربة عملنا الحياتيه في مختلف المجالات الحزبيه والسياسيه والاقتصاديه والاجتماعيه والثقافيه.
  ولابد ان نحول مسار هذا التقييم من اجل وضع الاسئلة التي يجب ان نجيب عليها بما يوصلنا الى تحديد متطلبات مسارنا القادم نحو التطور والتقدم والنماء متجاوزين كل السلبيات والامراض التي رافقت مسار حياتنا  في مختلف المجالات خلال السنوات التي مضت والتي ما زالت تاثيراتها تفعل فعلها بالسلب.
 ولابد من الاستفادة   والتعلم مما يشهده العالم من تطور في الحياه الانسانيه ومرفقاتها السياسية الاجتماعية والثقافية. ولابد من تدوير القيادات ومواقع المسؤوليه والمسؤولين  داخل الاحزاب والمكونات السياسيه وفي السلطه وهيئتها المختلفه وداخل مكونات الحياه المجتمعيه نقابات عماليه ومهنيه وهيئات ومؤسسات الدولة المختلفة وسلمها الدبلوماسي والسلطات محلية.. ولابد من اشراك حقيقي لدور المراة التي اصبحت اليمن تمتلك ذخيرة كبيرة  من النساء المؤهلات علميا باعلى درجات التاهيل والعطاء وذوات الكفاءه في الاسهام والتطوير والعلاقات الاجتماعيه الواسعه والتي لا يستفاد منهن  ولأهمية ذلك ايضا في تعزيز الشراكه المجتمعيه التي يجب ان تكون عنوان البناء القادم والتطور الذي نطمح له ويساير مسار التطور الذي يشهده العالم اليوم ونطمح الاستفادة منه واللحاق به..

** هذا المقال نشر اليوم في صحيفة الأيام الغراء في عددها الصادر اليوم الأربعاء.