في هذا الوقت سيعلن فك ارتباط الجنوب عن اليمن !


السياسيين اليمنيين في حالة عجل لإعلان الأنفصال من قبل القيادة السياسية للمجلس الانتقالي الجنوبي ، بعد الانتصارات المتتالية للقوات الجنوبية  في وادي حضرموت على قواتهم اليمنية في المنطقة العسكرية الاولى ، الأنفصال بات واقعا حيا موجود على الأرض وفي الأنفس ، وهناك إرث نضالي طويل في هذا الأمر  ،  وهذا الفعل في توقيته الحاضر يعتبر  ناقص من حيث الرضا الإقليمي والدولي، لأنه يفتقر لخارطة آمنة اجرائيا من حيث الحدود والجغرافيا والنفط والعملة والغطاء والتداخل الجغرافي والسكاني وكثير من القضايا .
معركة الجنوبيين القادمة لا تقل جهدا عن المعركة العسكرية اليوم  ، وأولى خطواتها قائمة على إيجاد طرف يمني شرعي يستعيد صنعاء ، أو أن تسلم جغرافية الجمهورية العربية اليمنية للحوثيين ، وبقاء الحوثيين على سلطة صنعاء ، سينقل واقع الانفصال إلى مرحلة متأخرة لكنها لن تطول كثيرا ..  وفي الاتجاه الآخر ضرورة أن تتشكل واقعا مقاومة يمنية تحت ضربات دولية وضغط إيراني على الحوثيين ، البديل الواقعي بعد أن فشلت عملية صناعة قوى يمنية جديدة ، بعيدة عن الارتباط بالقوى التقليدية أثناء التي حكمت اليمن أثناء عاصفة العزم ، بات أمرا واقعا  هو تعزيز أفراد من عائلة الرئيس اليمني علي صالح عفاش على قيادة التحولات القادمة في المشهد السياسي ما بعد نهاية الحوثيين .
 هناك تناغم واضح مابين قوات طارق عفاش والمجلس الانتقالي ، وإن كانت سياسة طارق عفاش مازالت تستند على الوحدة حتى لاتفقد حضورها وعلوها في أراضيها  ، قوات طارق تستند على عقيدة قتالية وبرنامج سياسي واضح وقدرة على لملمة التمزق والتشظي اليمني أكثر من غيرها بل باتت هي المتسيدة المقاومة شمالا في اليمن ، خصوصا بعد أن بات الجنوب بسير بخطوات سريعة نحو فك الارتباط ، وبات أيضا يملك قوة عسكرية ضاربة ،  ومشروع سياسي غير مقلق للأقليم ودوليا ، بل بات شريك أساسيا في المنطقة لمكافحة الإرهاب تستند عليه دوائر القرار الدولي . مايمكن وضعه على هذه العجالة ، أن هناك مراحل قادمة تعزز من تمكين الجنوبيين على أرضهم ، وكذلك صناعة قوة يمنية بعد إنهاء الفوضة الحوثية ، هذه القوة تكون قادرة على تأمين صنعاء ، ونقلها إلى وضع فيه الكثير من الاستقرار ،  وإحكام السيطرة التامة عليها وعلى بلدانها ،  مع منع أي تغىغل أو تقاسم السلطة مع الحوثيين مستقبلا  ،  ما بعد هذا الفعل ستتشكل واقعا خارطة الطريق لا تخرج عن يمن آمن وجنوب آمن وفق المعطيات على الارض جنوبا ، وكذلك وفق ما تقتضية المصلحة الشعبية التنموية والمعيشية في اليمن شمالا ، عند ذلك سيتحقق فك الارتباط الجنوبي من اليمن واقعا بلا حروب ، وأكثر تعايشا بجوار يمني  فيه من الاحترام المتبادل والنفع البيني التام .
ء ستعقب هذه العجالة مقال تحليلي مفصل