الحقيقة أغرب من الخيال
قوانين الفيزياء واحدة في كل الكون.. مبدأ علمي شائع، لكن هل هي حقاً كذلك ؟!!
نعم و لا .. قوانين الفيزياء واحدة فيما يتعلق بكوننا المنظور بكافة كواكبه ونجومه ومجراته وكل ما يحتويه من مادة وطاقة.
لكن هناك جزء غير منظور في الكون، حيث المادة المظلمة والطاقة المظلمة اللتان تؤلفان أكثر من ٩٠ % من الكون، فيما الجزء المنظور منه، بكل نجومه ومجراته الممتد ل ١٥ مليار سنة ضوئية لا يتعدى ١٠ % من حجم الكون على أحسن تقدير، وفي هذا الجزء فقط تتوحد قوانين الفيزياء المعروفة.
الذرات في الكون المنظور تتكون من بروتونات ونيوترونات والكترونات، لكنها في المادة المظلمة تتألف من جسيمات غريبة لا تجري عليها قوانين الفيزياء الشائعة .
في المقابل، هناك العالم الكمومي، حيث الجسيمات الصغيرة ما دون الذرة؛ الإلكترونات والجسيمات الأولية الأصغر التي تؤلف ذرات المادة في كوننا.. وهو عالم تحكمه فيزياء الكم، بقوانينها واشتراطاتها المغايرة والعجيبة.
وفق قوانين الفيزياء المعروفة، لا يمكن للشيء أن يتواجد في مكانين مختلفين في ذات الوقت.. غير أنه في العالم الكمومي، يمكن للإلكترون الظهور في مكانين مختلفين في الوقت ذاته.. !!
الإلكترون أيضاً يخضع لتأثيرات المُراقِب، فيظهر عندما نراقبه، ويختفي حال توقف الملاحظة والمراقبة.
الإلكترون كذلك، ليس له "أيد" في المرآة، بخلاف سائر جسيمات ومادة الكون.. عندما تقف أمام المرآة تشاهد يدك اليمنى مقابل اليد اليسرى.. أما الإلكترون لا "أيد" له ، فكلتا يديه يمين أو كلاهما يسار أمام المرآة.
الأكثر غرابة، أن الإلكترون وأيضاً بخلاف كافة جسيمات ومادة الكون، ليس له بصمة تميّزه عن غيره من الإلكترونات.. ما جعل العلماء يرجحون احتمالية أن يكون الكون بأكمله بكل ما يحتويه من مادة وكتلة وكواكب ونجوم ومجرات.. مؤلف من إلكترون واحد فقط.
هنالك مبدأ متواتر في أوساط العلماء، وهو "المبدأ الإنساني" الذي ينفي أن يكون للكون وجود مستقل موضوعي بعيداً عن وجود الإنسان، فإدراكنا للكون هو ما يجعله موجوداً.. وبغياب هذه "الذات" الواعية، فإن الكون لا وجود له..
فهل يُفسر هذا المبدأ السلوك الغريب المتفرد للإلكترون .. ؟!!