خسر أنصار الله ( الحوثيين ).. وربحت إيران بتحقيق اهدفها ..؟!..
بقلم : محمد قاسم نعمان...
رئيس مركز اليمن لدراسات حقوق الإنسان..
العاصمة عدن
---------------------
قد اختلف مع الكثيرين الذين تناولوا بالنقد والهجوم والادانة لجماعة أنصار الله ( الحوثيين ) فيما يخص ما قاموا به في باب المندب من هجمات على السفن التجارية تحت مبرر أنها أما سفن تتبع شركات اسرائيلية أو أنها سفن متوجهة إلى اسرائيل أو سفن توصل دعما لا سرائيل إضافة إلى بوارج وسفن حربية متواجدة أو مارة من باب المندب قبالة المياه الإقليمية لليمن..
واختلافي هنا فيما يتعلق باهداف هذه الأعمال حيث ذهب البعض إلى التعامل معها بأنها اعمال داعمة لأبناء غزة وما يتعرضون له من اسرائيل حتى وإن قبلنا بذلك رغم انها ايضا تدخل ضمن سياق الأعمال المتهورة والتي لا تأثير حقيقي لها في إطار مواجهة وتهديد اسرائيل...
وما أريد قوله هنا أن ما قام ويقوم به أنصار الله الحوثيين كان لا بد من القيام به تنفيذ للبرنامج والمخطط. الذي أعدته إيران لغرض الإيحاء لاصدقائها الامريكان والاسرائيليين بوجه خاص أنها تمتلك حضورا مهما ومؤثرا في المنطقة ولهذا يجب اخذ ذلك في الاعتبار مع أي ترتيبات تتم في المنطقة ( الشرق الأوسط الكبير ) كما اسمته السيدة كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة والتي تولت متابعة ما يتعلق بمخطط ترتيبات تسليم الشرق الأوسط لاسرائيل والتي تتكامل حلقاته اليوم..
أي أن ما قام به أنصار الله هو أن إيران استغلت حماسهم في دعم الفلسطيين ولما تمثله قضية فلسطين للشعب اليمني إضافة إلى تأثيرات الدعم الذي قدمته إيران لانصار الله في انقلابه على شرعية السلطة والحكم في اليمن ولهذا وافق على طلب إيران في أن تقوم بمهمة إطلاق المسيرات والقذائف في إطار باب المندب ..
وتحمل أنصار الله الحوثيين والشعب اليمني وزر ونتائج هذه الأفعال الصبيانية التي يمكن أن تكون قد قدمت لفلسطينين وغزة دعما معنويا وقدمت لانصار الله الحوثيين دعاية اعلامية كمساندة لأبناء غزة والمقاومة الفلسطينية وتجرعها للضربات العسكرية الأمريكية البريطانية الاسرائيلية.. و التي ستشهد ما هو أكبر في الأيام القادمة ضمن الخطة التي ينفذها نتينياهو حاليا لضمان اعلان تحقيقه الانتصار الكبير لمواجهة معارضيه في الداخل الاسرائيلي..
وهنا لا يغيب عن المتابعين أن المستفيد الأكبر لتلك الأعمال كانت إيران التي قامت بتوظيفها في نشاطها وبرنامجها السياسي والدبلوماسي وخطتها المتعلقة بضمان حضورها في الترتيبات القادمة المتعلقة بمحاور النفوذ في مشروع الشرق الأوسط الكبير..
وما حصل في غزة ثم في لبنان وبعدها في سوريا والمواقف الإيرانية منها يوضح لنا الكثير في هذا المسار وستشهد الايام القادمة تصفية ما تبقى من مراكز قوى إيران في العراق لتكتمل مهمتها التي ستحصد نتائجها ضمن خطة الرئيس الأمريكي القادم ترامب الذي سيمكنها ضمن حلقة السيطرة والنفوذ في مخطط الترتيبات الاقتصادية والسياسية والأمنية الخاصة بالشرق الأوسط الكبير..
لقد اسهم أنصار الله الحوثيين في تمكين ايران من تحقيق اهدافها فيما كانت اثار الهزيمة والخسائر البشرية والعسكرية لانصار الله الحوثيين. الذين سيتجرعون ماهو اكبر ضررا وخسارة ...