لماذا يحاول الكيان الصهيوني تحويل الإعلام صوب شمال لبنان بدلًا من مواصلة استهداف غزة؟..

الناشط الحقوقي أسعد أبو الخطاب
 
في ظل التوترات المستمرة في المنطقة، يطرح ناشط حقوقي تساؤلات حول الدوافع التي تقف وراء تحويل الكيان الصهيوني تركيز الإعلام العالمي نحو شمال لبنان، والتخفيف من وتيرة استهدافه لقطاع غزة. 
هذا التحول يثير العديد من علامات الاستفهام حول الأجندات الإسرائيلية والتكتيكات الإعلامية التي يعتمدها الكيان لتوجيه الرأي العام.

اللعب على تعدد الجبهات:
يشير أبو الخطيب إلى أن استهداف شمال لبنان، خصوصاً المناطق الحدودية التي تتواجد فيها قوات حزب الله، يمثل جزءًا من استراتيجية الكيان الصهيوني لتشتيت الانتباه وتفتيت الضغط الدولي على الجبهة الغزاوية. 
إن ضربات محدودة وتوترات مصطنعة في الشمال تخدم الهدف الإسرائيلي في إظهار أن التهديدات لا تقتصر فقط على غزة، بل تتعدد إلى أكثر من جبهة، وهو ما يساعد إسرائيل في تقليل التدقيق الدولي في ممارساتها داخل القطاع.

تفادي التصعيد في غزة:
يرى أبو الخطيب أن قطاع غزة يعتبر بؤرة حساسة لأي تصعيد عسكري، حيث يرافق كل حملة على غزة ردود فعل قوية على الصعيدين الإقليمي والدولي، مع تسليط الضوء على الأوضاع الإنسانية المتدهورة في القطاع. 
الكيان الصهيوني يسعى لتجنب المزيد من الإدانات الدولية والعزلة السياسية، خاصة مع نمو حركة التضامن مع غزة عالمياً. 
لذلك، يجد في التركيز على شمال لبنان وسيلة أكثر مرونة لشن عمليات عسكرية دون إحداث ذات الدرجة من الاستياء الدولي.

تصدير الأزمات الداخلية:
الكيان الصهيوني يواجه حالياً تحديات سياسية داخلية، من أبرزها الاحتجاجات المستمرة ضد سياسات حكومة نتنياهو، إلى جانب الانقسامات السياسية الحادة. 
في هذا السياق، يحاول توجيه الأنظار إلى صراعات خارجية، مثل تلك التي تحدث على الحدود الشمالية، لتخفيف الضغوط الداخلية وإيجاد منافذ لخلق الوحدة بين صفوف الداخل الإسرائيلي.

دور الإعلام في خلق توازنات جديدة:
يؤكد أبو الخطيب أن الإعلام يشكل أداة قوية في يد الكيان الصهيوني للتلاعب بتوجهات الرأي العام. 
من خلال الترويج لصراعات الشمال وكأنها تهديد جديد ومتصاعد، تسعى إسرائيل إلى خلق بيئة من الخوف تدفع المجتمع الدولي للتركيز على هذه الجبهة، مما يقلل من الضغط على أفعالها في غزة. 
هذا التحول في التغطية الإعلامية يساعد إسرائيل على التهرب من المساءلة حول الحصار المستمر والضربات الجوية المتكررة التي تستهدف المدنيين والبنية التحتية في القطاع.

النتيجة: سياسة إلهاء وتفتيت:
في نهاية المطاف، يخلص الناشط الحقوقي إلى أن الكيان الصهيوني يعتمد على تكتيك تحويل الأنظار كجزء من سياسة أوسع للإلهاء وتفتيت الانتباه عن غزة. 
بينما يسعى لتأجيج الأوضاع في شمال لبنان بشكل محدود ومدروس، فإنه يستفيد من تهدئة الجبهة الغزاوية مؤقتًا لتجنب التصعيد الذي قد يكلفه سياسياً وإعلامياً.