عُمان والحو,,ثيون: دور محفوف بالأسئلة في المشهد اليمني..
لطالما عُرفت سلطنة عُمان بسياسة النأي بالنفس والوساطة الهادئة، لكن مع تزايد انخراطها في الملف اليمني، بات واضحاً أن دورها يتجاوز الحياد المعلن إلى دعم خفي لجماعة الحوثي، وهو أمر لا يمكن تجاهله. فالحديث عن إيران كممول رئيسي للميليشيات الحوثية صحيح بلا شك، فيما إغفال الدور العُماني يخلق صورة ناقصة للواقع.
نعم، منذ بداية الحرب في اليمن، فتحت مسقط أبوابها للقيادات الحوثية، ووفرت لهم ملاذا آمنا تحت غطاء الدبلوماسية والوساطة. محمد عبدالسلام، المتحدث باسم الجماعة، يقيم هناك، إلى جانب شخصيات أخرى مدرجة على قوائم العقوبات الأمريكية مثل عبدالملك العجري صهير عبد الملك ال....الحوثي..
و اللافت أن هذه القيادات لا تستخدم عمان كمقر إقامة فقط، بل كمنصة لإجراء لقاءات مع المسؤولين الغربيين وتمرير أجندات سياسية تُخدم الجماعة...
بصريح العبارة لم يعد سرا أن عُمان تشكل ممرا حيويًا لتهريب السلاح والمخدرات إلى الحوثيين.
التقارير الدولية والاستخباراتية، وحتى اعترافات مسؤولين أمريكيين، أكدت أن أسلحة إيرانية تُنقل عبر الأراضي العمانية إلى اليمن، سواء عبر المنافذ الحدودية أو من خلال التهريب البحري..
أضف إلى ذلك شبكات تهريب المخدرات التي تمثل أحد مصادر التمويل الرئيسية للجماعة، حيث تُستخدم الموانئ العمانية كنقاط عبور رئيسية.
والشاهد أنه رغم الادعاء بالوساطة، فإن التحركات العمانية تعزز موقف الحوثيين سياسيا. فعُمان لم تمارس أي ضغط حقيقي لدفع الجماعة إلى تقديم تنازلات، بل كانت دائما تقف في صف الحوثيين عندما تشتد الضغوط عليهم...
ومن المفارقات أن السلطنة سعت إلى تقويض الجهود الدولية لفرض عقوبات أكثر صرامة على الميليشيات، بحجة أن ذلك سيعقد فرص التفاوض.
طبعا هناك أسباب عدة وراء هذا الموقف العماني، أبرزها رغبة السلطنة في الاحتفاظ بدور مؤثر في الملف اليمني كوسيط، ما يمنحها نفوذا دبلوماسيا واسعا. ثانياً علاقتها الملتبسة مع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ، كما أن علاقتها القوية بإيران، التي تعد الراعي الرئيسي للحوثيين، تلعب دورا في توجيه سياساتها. يضاف إلى ذلك البعد الاقتصادي، اذ تحولت مناطق عمانية إلى بيئة مثالية لغسيل الأموال وتمويل عمليات الحوثيين...
لنخلص إلى أنه رغم وضوح الأدلة، لا يزال المجتمع الدولي متراخيا تجاه الدور العماني، وهو أمر يثير تساؤلات عن ازدواجية المعايير. الولايات المتحدة تدين إيران صراحة، لكنها تتجاهل الدور العماني المساعد في تقوية الحوثيين. هذه الازدواجية بحاجة إلى إعادة نظر، خاصة في ظل استمرار الهجمات الحوثية على الملاحة الدولية، وتهديد أمن البحر الأحمر...
بمعنى أدق لم تعد سلطنة عمان مجرد وسيط محايد، بل تحولت إلى شريك خفي في مشروع الحوثيين التخريبي، سواء عبر استضافة قياداتهم أو تسهيل عملياتهم. تجاهل هذا الدور لا يخدم الاستقرار في اليمن، بل يعزز من تعنت الميليشيات ويطيل أمد الحرب. وعليه، فإن أي مقاربة سياسية حقيقية لحل الأزمة اليمنية لا يمكن أن تتم دون مساءلة جادة لعُمان عن دورها في دعم ال..حوثيين...