الحراك التهامي السلمي: صرخة احتجاج ضد قمع الحوثيين وتدهور الأوضاع في تهامة..
الكاتب / عبدالجبار سلمان
في ظل تصاعد التوترات السياسية والأمنية في اليمن، شهدت العاصمة صنعاء مظاهرة سلمية نظمها الحراك التهامي السلمي، احتجاجًا على حكم المليشيات المسلحة، وتنديدًا بالأوضاع الإنسانية والسياسية المتدهورة في محافظة الحديدة ومنطقة تهامة بشكل عام...
جاءت هذه المظاهرات في إطار ردود فعل شعبية متزايدة ضد الممارسات القمعية التي تمارسها مليشيا الحوثي، والتي تسيطر على أجزاء كبيرة من اليمن بما في ذلك العاصمة..
أعرب المشاركون في المظاهرة عن استيائهم من سياسات الحوثيين التي أدت إلى تفاقم الوضع الإنساني والاقتصادي في منطقة تهامة. تعاني هذه المناطق، التي تعد من أهم المناطق الساحلية في اليمن، من تدهور الأوضاع المعيشية وغياب الخدمات الأساسية، فضلاً عن انتشار الفقر والبطالة..
. وأتهم المحتجون المليشيات الحوثية الارهابية المسلحة، التي فرضت مزيدًا من التضييق على السكان، وعرقلت جهود الإغاثة الإنسانية. إحدى القضايا الرئيسية التي أبرزتها المظاهرة كانت الاعتقالات التعسفية التي تنفذها مليشيا الحوثيين ضد الناشطين والمتظاهرين الذين يعبرون عن رفضهم للسياسات القمعية..
وشهدت الاحتجاجات الأخيرة حملة اعتقالات واسعة النطاق استهدفت عدداً من المشاركين، في محاولة لكتم الأصوات الحرة التي تطالب بتحسين الأوضاع ورفع الظلم عن مناطق تهامة...
ونحن كحراكيين وتحت مظلة الحراك التهامي السلمي نندد بهذه الهيمنة الحوثية،.
ان سكان منطقة تهامة يرزحون تحت وطأة الإهمال والإقصاء منذ عشرات السنوات، دون أي خطوات فعلية لتحسين أوضاعهم. وتعكس هذه المظاهرات تنامي الشعور بالظلم والإحباط بين المواطنين، الذين يشعرون بأن أصواتهم لا تصل إلى أي أذان صاغية في ظل سيطرة مليشيا الحوثيين..
ورغم سلمية الاحتجاجات، قوبلت بقمع شديد من قبل الحوثيين، الذين استخدموا العنف والاعتقالات لإسكات المتظاهرين، فتم اعتقال 15 شخصاً قسراً وإخفائهم ولازال مصيرهم مجهولاً حتى هذه اللحظة..
هذا الارهاب الحوثي زاد من تأجيج الغضب الشعبي اليمني والتهامي على وجه الخصوص، كما اعتبره العديد من المراقبين محاولة لإسكات المعارضة ومنع أي محاولات لإيصال صوت السكان المتضررين إلى المجتمع الدولي..
وفي ضوء هذا القمع المتزايد، سيظل الحراك التهامي السلمي مظلة وصوت الأصوات البارزة التي تحاول الدفاع عن حقوق سكان منطقة تهامة، وتعمل على تسليط الضوء على التدهور المستمر للأوضاع المعيشية والإنسانية في هذه المناطق..
ويظل السؤال الرئيسي هو: إلى متى سيستمر كتم الأصوات، وكيف يمكن للمجتمع الدولي والمكونات السياسية الداخلية أن تتدخل لوضع حد لإرهاب هذه الميليشيات وتحقيق العدالة لسكان المناطق المتضررة عموماً ومنطقة تهامة على وجه الخصوص ؟؟...