فتحي يجيب على السؤال :  هل يعزز الحوثيون الطائفية لتحقيق مصالح أمريكا رغم زعمهم مقاومتها؟..

فتحي يجيب على السؤال :  هل يعزز الحوثيون الطائفية لتحقيق مصالح أمريكا رغم زعمهم مقاومتها؟..

الكاتب الصحفي / فتحي أبو النصر ..*

هناك علاقة واضحة " غامضة" بين الولايات المتحدة والسياسة الطائفية في الدول العربية، فهل يساهم الحوثيون في تحقيق مصالح واشنطن رغم زعمهم بمقاومتها. طبعا في خضم النزاعات المستمرة في الشرق الأوسط، تتجلى بوضوح استراتيجيات القوى الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة، في التعامل مع دول المنطقة. تأتي الطائفية كأحد الأدوات السياسية التي تُستغل لتحقيق أهداف تتجاوز الصراعات الداخلية. واستنزاف قواها الداخلية من خلال تأجيج النزاعات المذهبية والعرقية. ومع صعود الحوثيين كقوة طائفية، فإن هذا النزاع المستمر في اليمن بين الحوثيين والحكومة الشرعية المدعومة دولياً يعزز من حالة الانقسام والتشرذم التي قد تخدم في النهاية المصالح الأمريكية..

الطائفية تسهل على القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة إدارة الصراعات بأقل تكلفة مباشرة، حيث تكون الدول والمجتمعات المتناحرة أضعف وأكثر عرضة للتبعية والاستقطاب السياسي. فعلى سبيل المثال، في العراق وسوريا، ساهمت الصراعات الطائفية في إضعاف الدول المركزية وتفتيتها، ما خلق بيئة مناسبة للتدخلات الخارجية واستغلال الموارد. والحوثيون، من خلال تعزيز الطائفية في اليمن، يساهمون في تحقيق هذه الأهداف على المدى الطويل..

رغم الخطاب العدائي الذي يوجهه الحوثيون ضد الولايات المتحدة، إلا أن الواقع يشير إلى أن وجودهم في المشهد السياسي يحقق للولايات المتحدة بعض الأهداف غير المباشرة. فعلى سبيل المثال، استمرار الصراع في اليمن يعزز من حالة الفوضى والاضطراب في منطقة مهمة استراتيجيا، وهو ما يعوق استقرار الدول المجاورة مثل السعودية والإمارات، ويضعف قدرة المنطقة على تحقيق الوحدة والاستقلال الكامل..

من ناحية أخرى، فإن الطائفية التي يروج لها الحوثيون تخدم أيضاً أجندات قوى أخرى في المنطقة، مثل إيران، التي لها مصالح مشتركة مع الولايات المتحدة في بعض الأحيان، حتى وإن كانت المنافسة بينهما قائمة في سياقات أخرى. هذا التوازن الهش بين الفوضى والمصالح المشتركة يخلق وضعاً تستفيد منه قوى متعددة، بما في ذلك واشنطن..

تلعب إيران دورا كبيرا في دعم الحوثيين، ولكن هذا الدعم ليس فقط من منطلق المذهب أو الدين، بل أيضاً كجزء من استراتيجية إيران لتعزيز نفوذها الإقليمي في مواجهة خصومها التقليديين، وخاصة السعودية. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل تتقاطع مصالح إيران مع مصالح الولايات المتحدة في هذا الصراع؟ على الرغم من الاختلاف الظاهري، هناك لحظات في التاريخ الإقليمي، مثل التدخلات في العراق وأفغانستان، حيث تلاقت مصالح الطرفين بشكل غير مباشر..

في حالة الحوثيين، تعزيز الطائفية وتمكينهم من السيطرة على مناطق معينة قد يخدم المصالح الإيرانية الأمريكية المشتركة في إضعاف النظام السعودي وإطالة أمد الصراع في المنطقة. هذا الصراع يؤدي إلى إنهاك الأطراف المعنية وتقليل قدرتها على تشكيل تحالفات قوية ضد النفوذ الأمريكي أو الإيراني..

* نقلا عن منصة انزياحات..
--------------------------
* هامش : اديب وشاعر وسياسي وكاتب صحفي ..( رئيس تحرير منصة انزياحات الثقافية الاجتماعية السياسية المستقلة وسكرتير تحرير صحيفة الثوري لسان حال الحزب الإشتراكي اليمني )..