" الآن سيكون لدينا الوقت الكافي لنحزن "....


يقول الغزاويون : "الآن سيكون لدينا الوقت الكافي لنحزن "...

ظل الموت يطاردهم من حي إلى آخر ، ومن مخيم مبني بالحجارة الطوب إلى مخيم جديد مقام من بقايا أشرعة وملابس قديمة ، يعتصرهم الجوع ، ويشقق البرد أجساماً أنهكها الرحيل ،وتسكنها روح اعتمرت حب الأرض حيث تنبت شتلات الحياة من رفاة الأبطال الذين رووا تلك الأرض المقدسة بدمائهم ..

ظلوا يطاردون ، لم يسمح لهم أن يحزنوا ، ولم يجدوا الوقت ليهبوا الحزن حقه من الطقوس التي تليق به ..

سيجد الوقت الآن ليحزن وهو يتفيأ ظل خيمته بهدوء ، ويتذكر أنه كان له منزل وأهل وجيران ومدرسة ومكان عمل وشارع وأصدقاء ومسجد وكنيسة وحلم وأمل ، وأنه قاوم الترانسفير ودفع ثمناً باهضاً ليبقى إسم فلسطين في ذاكرة التاريخ ، وأنه أسمع من به صمم..

ما أروع أن يجمع الحزن روافد الحياة بمكوناتها التي يتصدرها التمسك الوطن...