رحم الله القادة الجنوبيين المخلصين اللواء ثابت مثنى ، واللواء صالح السيد والعميد منير أبو اليمامة..
رحم الله القادة الجنوبيين الذين كانوا رمزاً للشرف والنضال، اللواء ركن ثابت مثنى جواس، اللواء ركن صالح السيد، والعميد منير أبو اليمامة.
هؤلاء الرجال لم يعرفوا في حياتهم سوى الإخلاص للأرض التي ولدوا عليها، والنضال من أجل استقلالها وكرامتها.
اليوم، بعد أن فقدناهم شهداء في ساحات الكرامة، يأتي الحديث عن رفع الحظر عن أحمد علي عفاش وآل عفاش، وكأن دماء هؤلاء الأبطال لم تكن سوى جسر يُمهد لتسليم اليمن، جنوباً وشمالاً، إلى نفس العائلة التي قهرتنا لعقود.
ماذا نقول اليوم للجريح الذي نزف دمه على هذه الأرض؟
ماذا نقول لأسرة الشهيد الذي ضحى بروحه لكي نحرر أرضنا من الاحتلال؟
هل نقول لهم إن تضحياتهم كانت مجرد أوراق في لعبة قذرة؟
أم نقول لهم إنها ضغوطات إقليمية ودولية فرضت علينا هذا المسار؟
أيها القادة الجنوبيون، نحن أمام مفترق طرق تاريخي.
إما أن نتمسك بحقنا في التحرر واستعادة كرامتنا، أو أن نكون جزءاً من عملية تسليم هذه الأرض التي رويت بدماء الشهداء إلى نفس الأيدي التي لطالما قمعتنا واحتقرتنا.
لا نريد العودة إلى عصر الاضطهاد والقهر، لا نريد أن نكون مرة أخرى مواطنين من الدرجة الرابعة في وطننا.
لقد عانى الجنوب بما فيه الكفاية من الظلم والاحتلال، وحان الوقت لنقول بصوت عالٍ: النصر أو الشهادة.
إما أن نحرر أرضنا ونعيد إليها مجدها وكرامتها، أو نكون تحت الأرض مع الشرفاء الذين رحلوا وهم يقاتلون من أجلها.
لا مجال للعودة إلى الوراء، ولا تراجع أمام من يحاول إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء.
نحن لها، ونحن لها، ونحن لها...
لن نكون أقل شجاعة من أولئك الذين استشهدوا وهم يحملون راية التحرير.
الشهادة خيرٌ من أن نعود لحكم الظلم والتنكيل.
قياتنا بالمجلس الانتقالي شدوا العزيمة، وكونوا على قدر المسؤولية.
الجنوب ينتظر منا الكثير، وعلينا أن نكون أهلاً لتلك التضحيات العظيمة.