تهامة بين مشروعين للهيمنة !!!...

اصبحت تهامة اليوم بين فكي كماشة مشاريع الهيمنة القادمة من خارجها بين مشروع الولاية الزيدية القادم من صعدة ومشروع الوراثة الزيدية الممتد من سنحان وبينهما يقف ابناء تهامة بلا سند ولا نصير يدفعون ثمن صراع لا ناقة لهم فيه ولا جمل فكلا المشروعين برغم اختلاف الشعارات يجتمعان في الهدف ذاته مصادرة القرار التهامي ونهب موارده وتغييب الانسان التهامي عن ارضه وحقه وكرامته.

يرفع الحوثي شعار الولاية ليخضع الارض والناس لسلطة عائلية مغلفة بشعارات دينية والنتيجة ان تهامة اصبحت تحت سلطة جبايات وفساد ونهب منظم باسم الحق الالهي فرضت الجبايات على ابناء تهامة حتى على الفقراء والصيادين واصحاب البسطات وموارد الموانئ والاسواق تنهب وتحول الى صنعاء لتمويل حروب الولاية وصندوق تهامة الذي انشئ تحول الى مصدر تمويل للقيادات الحوثية والتهاميون الذين يطالبون بحقوقهم يعتقلون ويخفون قسريا وتستقدم عناصر من صعدة للهيمنة على المناصب والموارد بينما ابناء تهامة يقصون عن القرار والوظائف وتنهب الاراضي وتبنى عليها الفلل والفنادق والمزارع الخاصة بالنافذين الحوثيين فيما يعيش ابناء الارض في اكواخ من القش على الهامش ولا يملك اي مسؤول تهامي شكلي حتى صلاحية اطلاق سراح معتقل من ابناء منطقته.

اما طارق صالح الزيدي فيقدم مشروعه بواجهة التحرير لكنه في الجوهر لا يختلف عن مشروع الحوثي سوى في الشعار والزي فهو ايضا يقوم على مركزية النفوذ العائلي وتوريث القرار وتحويل موارد تهامة الى صناديق مغلقة تخدم حاشية محددة حصرت موارد المناطق المحررة في ما يسمى صندوق تنمية الساحل الذي لا يرى منه المواطن سوى الشعارات وتحولت الكهرباء الى شركات استثمارية خاصة مملوكة لحاشيته بينما تم تدمير البنية التحتية للكهرباء الحكومية ورفع التعرفة على المواطنين الفقراء ورغم ان تلك المشاريع كانت منحا من الاشقاء فيما احكمت السيطرة على الايرادات والموانئ والضرائب وكانها ملك خاص دون اي شفافية او محاسبة وفتحت السجون لتغييب الاصوات التهامية المقاومة التي تطالب بحقها في ادارة ارضها وتم تمكين المقربين والحاشية من السيطرة على الموارد والايرادات واقصاء ابناء تهامة من الوظائف والادارة ونهب الاراضي وبنيت عليها مدن سكنية فارهة وفلل على حساب ابناء المخيمات من التهاميين الذين يعيشون في الخيام وتحت الاغطية المهترئة وفرض اجندات الولاء لمشروعه العائلي حتى في المدارس فلا يقام حفل ولا فعالية دون رفع صور القائد وشعاراته وكان التعليم اصبح اداة دعاية ومن يتحدث من ابناء تهامة او يطالب بحقه يتهم بالخيانة او يزج في السجن تماما كما يفعل الحوثي في مناطق نفوذه.

وما بين مشروع زيود صعدة ومشروع زيود سنحان هناك اتباع يروجون لكل مشروع بما يخدم مصالح اسيادهم اتباع مشروع سنحان الزيدي يقدمون انفسهم كحملة راية التنمية المزعومة وكان التهامي قاصر يحتاج الى وصايتهم ليتعلم كيف يدير ارضه بينما اتباع زيود صعدة يروجون لخطاب اعادة الحقوق وهم في الحقيقة يستولون عليها باسم الولاية والدين كلا الفريقين يكمل الاخر في لعبة التضليل احدهما ينهب باسم التنمية والاخر ينهب باسم العقيدة والنتيجة واحدة تهامة بلا قرار وبلا كرامة وبلا حق في ارضها.

وما بين الحوثي وطارق صالح لا فرق جوهري فكلاهما يحمل مشروعا سلطويا يستمد شرعيته من الهيمنة العائلية لا من ارادة الناس النتيجة واحدة التهامي لا يملك قراره ولا موارده ولا حتى حق الكلام دون ان يتهم او يسجن فالتهامي ما زال بين المخيمات والعشش بينما الغازي من صعدة او سنحان يسكن في الفلل المشيدة على ارض التهامي نفسه.

انظر الى تهامة اليوم لتدرك حجم الماساة من بقي تحت الحوثي يعيش في كوخ من القش ومن هو تحت طارق صالح يعيش في خيمة في مخيم ممزق ينتظر اعاشة او سلة غذائية بينما من نزل من صعدة او من سنحان يسكن في فلل فاخرة على ارض التهاميين انفسهم ينهب مواردهم ويصادر اصواتهم ويدعي تمثيلهم.

فتهامة اليوم لم تعد تحتاج من يفسر لها معنى التحرير او الولاية فقد جربت كل الشعارات وعرفت حقيقتها التهامي يريد ببساطة ان يحكم ارضه كما يحكم ابناء كل منطقة ارضهم وان تذهب موارد تهامة لابنائها لا الى صناديق عائلية او مشاريع مذهبية وان يعيش بكرامة دون ان يذكره احد بالمنح والسلل الغذائية وان تعلم مدارسه ابناءه حب الارض لا الولاء للصور والشعارات.

وكفى وصاية وكفى مصادرة وكفى استغلالا للارض والانسان تهامة لا تطلب المستحيل بل العدالة تهامة لا تريد تفرض حربا تهامة تقول اليوم بصوت واحد من يريد الخير لتهامة فيغادرها ويتركها لابنائها ليديروا حقهم في القرار والادارة والموارد ومن يخاف من صوت التهامي الحر فمشروعه ساقط لا محالة.