لاتتركوا عقولَ أبنائنا رهينةً لفشلكم!

​إلى كل مسؤول تقلّد بلا كفاءة زمامَ المسؤولية، يا من ائتمنكم الشعبُ على مستقبله ومستقبلِ أجياله.. 

إلى متى سيبقى التعليمُ في وطننا ضحيةً لإهمالكم وفشلكم؟

 لقد تجاوزَ الأمرُ كلَّ حدودِ الصبرِ والتحمل، ووصلَ السيلُ الزبى، ولم يعد هناكَ مجالٌ للصمتِ أو التبرير.

​لقد عطّلتم مسيرةَ عامٍ دراسيٍ كامل مضى ، وتركتم أبناءنا في مهبِّ الريح، تائهين بين وعودٍ كاذبةٍ وترقيعاتٍ مهترئة، والآن، ومع بدءِ عامٍ دراسيٍ جديد، تعيدونَ المشهدَ من جديد، وتريدون حرمان طلابنا من حقهم في التعليم، بسببِ عجزِكم عن تأمينِ حقوقِ المعلمين وكرامتهم، وبغبائكم واستخفافكم، تركتم للمحرضين والمتربصين بالوطن مجالاً لبث سمومهم لوأد المعرفة ونشر الرذيلة. 

​أينَ أنتم يا مجلسَ القيادةِ الرئاسي وأين أنتم يامن تقلدتم المناصب هَبَاء؟ 

هل أنتم على علمٍ بوجودِ وزارةٍ للتربيةِ والتعليمِ في حكومتكم؟ أم أنَّ الأمرَ لا يعنيكم ما دامتْ عقولُ أبنائكم تتلقى أرقى مستوياتِ التعليمِ في الخارجِ أو في المدارسِ الخاصةِ على حسابِ المواطنِ الكادحِ والمعلمِ المقهور؟

​إنَّ التعليمَ ليسَ ترفاً، بل هو شريانُ الحياةِ لأيِ أمةٍ تريدُ أنْ تنهضَ وتتقدم، وهو النورُ الذي يضيءُ دروبَ المستقبل، والسلاحُ الذي يحمي الأمةَ من براثنِ الجهلِ والتخلف، فكيفَ لكم أنْ تقطعوا هذا النورَ وتُدخِلوا الأمةَ في إتونِ الظلامِ والضياع؟

​يا من تدَّعونَ الوطنيةَ والمسؤولية، إنَّ خيانةَ الأمةِ ليستْ فقط في انهيار العملةِ أو انقطاعِ الخدماتِ الأساسية، بل إنَّ أعظمَ الخياناتِ هي عندما تتركونَ عقولَ أبنائكم فريسةً للفشلِ والإهمال، فهلْ ترضونَ لأنفسِكم أنْ تُلاحقكم لعناتُ الأجيالِ القادمة؟ 

وهلْ تظنونَ أنَّ التاريخَ سيغفرُ لكم هذا العبثَ بمستقبلِ وطنٍ كامل؟

​يا دولةَ رئيسِ الوزراء، يا من يؤمل الشعب في وجهكم كل خير، نستحلفك بالله ، أنْ تنقذ ما يمكنُ إنقاذُه، أنقذوا أولادنا من الضياعِ الذي يتربصُ بهم، وقِفوا بحزمٍ في وجهِ كلِ من يحاولُ تجهيلَهم، فكما أنقذتمْ العملةَ المحليةَ من الانهيار، فلزاماً عليكم أنْ تنقذوا التعليمَ من براثنِ الفسادِ والجهالة،ولا تدعوا الفاسدينَ يوقعونكم في شَرَكِ الإهمالِ والخيانة، أو يشوهون إنجازاتكم التي دكت حصون الفساد وقلاع الدناءة، لا تستسلموا او تضعفوا أمام الأقزام والحثالة. 

​كفى استهتاراً بمستقبلِ هذا الجيلِ الصاعد، كفى صمتاً على الفسادِ والإهمال، فالشعبُ الذي تحمّلَ انقطاعَ الماءِ والكهرباءَ لساعاتٍ طويلة، لنْ يغفرَ لكمَ إنْ عبثتمْ بعقولِ أبنائه.

إن ​صوتُنا هذا هو صرخةٌ قلبِ كلِ أبٍ وأمٍ يعيشُ مرارةَ عجزِهِ عن تأمينِ التعليمِ لأبنائهِ، فهلْ من مُجيب؟ أم أنَّ عروشكمْ أهمُّ من مستقبلِ شعبٍ بأكمله؟