رسالة وفاء في زمن الألم

في لحظات المرض، يدرك الإنسان أن أثمن ما يملكه ليس الجاه ولا المال، بل دفء القلوب الصادقة التي تحيط به. هكذا كان حال زميلنا العزيز ياسين حداد، أحد الكوادر البارزة في إذاعة وتلفزيون عدن، الذي يرقد حاليًا في مستشفى الجمهورية بعد أن خضع لعدد من العمليات الجراحية في المسالك البولية.

لقد كانت زيارتنا له واجبًا إنسانيًا ومهنيًا قبل أن تكون مجرد لفتة عابرة، فهي رسالة تضامن ووفاء لرجل أعطى الكثير في محراب الإعلام وخدمة الكلمة والصوت والصورة. اجتمعنا – نحن مجموعة من الزملاء – نحمل قلوبًا مفعمة بالدعاء وألسنة تلهج بسلامات وتحايا كافة الأقسام والإدارات في الإذاعة والتلفزيون، لنؤكد له أن مكانته في قلوبنا أكبر من أي ظرف أو غياب.

كانت الزيارة أكثر من مجرد لقاء بجانب سرير أبيض تحيط به الأجهزة الطبية؛ كانت مساحة صادقة لاستعادة ذكريات العمل المشترك، والضحكات التي جمعتنا، وروح الفريق التي طالما ميزت أبناء إذاعة وتلفزيون عدن. كان ياسين يستمع إلينا بعينين تحملان أمل الشفاء، فيما كنا نحن نستمد من ابتسامته عزيمة وثقة بأن الغد سيكون أجمل.

في الصورة التي جمعتنا – ومع حفظ الألقاب – أحمد أحمد صالح العواضي، عبدالرشيد أحمد، فريد حسين، وسمير الوهابي، لم يكن الهدف التوثيق بقدر ما كان تثبيت لحظة إنسانية نادرة؛ لحظة يلتقي فيها الوجدان بالمحبة الصافية والدعاء الخالص.

إن زيارة المريض ليست فقط سُنّة نبوية كريمة، بل هي أيضًا امتحان للإنسانية، تذكّرنا أن العمل لا يصنعه الفرد وحده، بل جماعة متماسكة تتقاسم الأفراح والأتراح. ونحن على يقين أن زميلنا ياسين سيتجاوز محنته، وسيعود بإذن الله إلى موقعه بيننا أكثر قوة وعطاء، يلبس لباس العافية الدائمة والمتجددة.

ع

نسأل الله أن يمنّ عليه بالشفاء العاجل، وأن يبقى دائمًا رمزًا للعطاء والوفاء في محراب الإعلام العدني.

مع تحياتي .

سمير الوهابي.