اليمن لن تتحرر بهذه العقلية!
اليمن اليوم يقف على مفترق طرق تاريخي. بين الماضي الممزق، والحاضر المهدد، والمستقبل الذي ينتظر من يملك رؤية واضحة وشجاعة حقيقية. بين النزاعات الداخلية والمخططات المليشياوية الإيرانية، يقف الشعب اليمني أمام اختبار حقيقي: هل سنظل نحفر خنادقنا بين بعضنا، أم سنضع يدنا في يد بعضنا، ونعيد بناء الوطن من جديد؟
ترددت في الساحة الإعلامية شائعات عن خلافات بين فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، ودولة رئيس الوزراء. لن أترك مجالًا للغموض: هذه الأخبار عارية تمامًا عن الصحة. كل ما قيل ليس إلا محاولات لتفريق الصفوف، وزرع الشكوك بين القيادة والشعب، وخلق الانقسامات الداخلية، وتسهيل تمرير مشاريع معادية للبلاد، تستهدف تعطيل الدولة اليمنية، وإرباك مسار الإصلاح، وتشويه صورة القيادات الوطنية.
الحقيقة أن الرئيس العليمي ورئيس الوزراء يعملان يدًا واحدة وعينًا واحدة على المستقبل.
مهامهما ليست صغائر الأمور.
إنها مهمة تاريخية: مواجهة الانقلاب الحوثي، استعادة الدولة، حماية المؤسسات، إصلاح الاقتصاد، وضع اليمن على طريق التعافي والاستقرار، وبناء مؤسسات قوية تحمي حقوق الجميع.
اليمن اليوم ليس بحاجة إلى خلافات وهمية بين قياداته.
إنه بحاجة إلى وعي وطني، ونقد مسؤول، ووحدة الشعب.
نقد مسؤول، لا يهدم الدولة ولا يفرّق بين القيادات.
نقد يرفع الأداء، يقوي المسار الوطني، ولا يصبح أداة في يد الأعداء.
لقد أثبت المجلس الرئاسي بقيادة الرئيس العليمي والحكومة أنهما قادران على قيادة الدولة بحكمة وصبر. أربع سنوات من القيادة في أصعب الظروف، بين الفوضى، والسيطرة الميليشياوية، وانعدام الأمن، والتحديات الاقتصادية.
حماية أكثر من ثلاثة ملايين نازح، واحتضان الشعب اليمني تحت مظلة القانون، والحفاظ على اللحمة الاجتماعية، والمضي في الإصلاحات دون تراجع، رغم كل العقبات.
هذا الصبر ليس ضعفًا. بل قوة استراتيجية.
يمنع انجرار اليمن إلى حروب عبثية، يضمن حماية المواطنين، ويتيح فرصة لإعادة بناء الدولة، وتعزيز مؤسساتها، وإطلاق مشاريع التنمية، بعيدًا عن منطق الانتقام أو المؤامرة.
الشعب اليمني أثبت مرارًا أنه حين يتحد، يستطيع قلب المعادلات، وأن أي نجاح للمؤسسات الوطنية مرتبط بوحدة الشعب، ووعي النقد البنّاء، ودعم القيادة الوطنية.
نحن بحاجة اليوم إلى نقد يبني، لا يهدم.
نقد يوجه، لا يحبط.
نقد يعزز الحوار، لا يزرع الانقسامات.
السياسة الخارجية والدبلوماسية اليمنية، بقيادة الرئيس العليمي، تعتمد على رؤية استراتيجية واضحة.
تحسين العلاقات مع دول الجوار، خصوصًا المملكة العربية السعودية الشقيقة، حماية مصالح اليمن، تأمين استقرار الاقتصاد، وتسهيل التجارة والاستثمار، وضمان مصالح اليمنيين، هي ركائز هذه الرؤية.
أي محاولة لتأويل هذه العلاقات أو اختلاق خلافات داخلية بين الرئيس ورئيس الوزراء، هي محاولة لإحداث شرخ في الداخل، وتحويل الانتباه عن المشاريع الحقيقية التي تهدد الدولة.
اليمن بحاجة اليوم إلى الحوار، والديمقراطية، واحترام الآخر المختلف في الفكر والمعتقد.
الوطن لا يُبنى على تخوين الناس، ولا تقسيمهم إلى موالٍ وخائن، وطني وغير وطني.
الدولة القوية تحمي حقوق الجميع، المواطن هو محور العملية السياسية، لا الأطراف المتسلطة، ولا القوى الخارجية المتربصة.
الميليشيات الحوثية الطائفية المدعومة من إيران، وأذرعها في الداخل والخارج، تسعى دائمًا لزرع الانقسامات. استغلال ضعفنا، استثمار نزاعاتنا، استخدام الشائعات بين قياداتنا، كل هذا جزء من حربهم النفسية والسياسية.
لكن الحقيقة التاريخية تقول: الوحدة قوة، والانقسام هدم، والنقد البنّاء مسار للبناء، لا للحط من قدر الوطن أو القيادات الوطنية.
فلنكن جميعًا جزءًا من الحل، لا أداة للفوضى.
النقد الواعي والدعم المسؤول هما ما سيبنيان اليمن الذي نحلم به: دولة مستقرة، مزدهرة، وديمقراطية، تحمي حقوق الجميع، وتعيد للشعب اليمني مكانته بين الأمم.
الوحدة هي قوتنا.
النقد البنّاء هو سلاحنا.
الإصلاح الحقيقي هو طريقنا.
الحوار هو الجسر الذي نعبر به نحو المستقبل.
السياسة الحكيمة والدبلوماسية القوية هما أدواتنا لإعادة اليمن إلى مكانته الطبيعية بين الأمم.
لنرفع الصوت ضد الفوضى، لنعلِّ قيمة الحوار، لنحمي العدالة والمواطنة.
الطريق طويل، لكنه ممكن.
بالإرادة، بالوحدة، بالنقد البناء، بالإيمان بحقنا المشروع.
سنصل، وسنصنع وطنًا يحمي أبنائه، يصون كرامتهم، ويعيد لهم حلمهم المفقود منذ عقود.
اليمن بحاجة لكل واحد منا.
اليمن بحاجة لأن نكون صوت الحق، لا صدى الشائعات.
اليمن بحاجة لأن نقده يكون بناءً، ودعمنا ثابتًا، ووحدتنا كاملة.
اليمن بحاجة إلى وعي جماعي، وإرادة وطنية، ومسؤولية تاريخية.
اليمن لن يتحرر إلا إذا أدركنا جميعًا أن وحدة الشعب، النقد البنّاء، والإصلاح الحقيقي هما أساس القوة، وأن أي محاولة لتشويه صورة القيادة أو زرع الشكوك بين الرئيس ورئيس الوزراء لن تنجح إذا كانت إرادتنا وطنية، ونقدنا مسؤول، ودعمنا ثابت.