التحالف الأمريكي الإيراني يتصدر سياسة ترامب..  والحوثيين في امان..والسلام في اليمن لن يصنعه الا اليمنيون..


قراءتي للتطورات الجارية المتعلقة بالقرار الأمريكي الخاص بالتعامل مع انصار الله- الحوثيين - أنها لا تعدو كونها ضغوط أمريكية تدخل ضمن مقدمات ومتطلبات  ترتيب العلاقات الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط.. مع أطرافها ذوي النفوذ العسكرية والاقتصادية .. وتحتل  إيران هنا إحدى الحلقات الرئيسية التي تشملها السياسة الأمريكية في كونها قوة عسكرية ونووية لا يمكن تجاهلها أو بقاء واستمرار الصراع والتوتر معها او الدخول معها في تحديات ومواجهات ، لا تخدم استراتيجية السياسة الأمريكية وأهدافها في هذه المنطقة..


من هذه المنطلقات فإن الولايات المتحدة الأمريكية من خلال رؤية وتطلعات الرئيس ترامب تحتاج إلى خلق علاقات طيبة مع إيران يمكن تطورها لتصبح علاقات تنسيق وتحالف في منطقة الشرق الأوسط الكبير كما هو محدد في الاستراتيجية الأمريكية القادمة والتي تضع في حسبانها ما تمثله الصين في مشاريعها ومخططاتها ورؤاها الاستراتيجية العالمية من مخاطر اقتصادية بدرجة رئيسية عليها..


لذلك ما تعلنه الولايات المتحدة الأمريكية (ترامب) حول علاقاتها بإيران لا تعبر عن حقيقة مسار هذه العلاقة , ولا تعبر عن خفايا الاتصالات والعلاقات التي تتم بين إيران وترامب امريكا وما تربطهما من مصالح في المنطقة والعالم...


لذلك فإن ما تعلنه سياسة ترامب الأمريكية في استعدادهم لمواجهة أنصار الله الحوثيين لا يعدو كونه ضمن مقدمات تمهيدية لعلاقات أمريكية إيرانية  قادمة  في إطار مواصلة استكمال مخطط ( امريكا اسرائيل بريطانيا وأوربا وباكستان وإيران ) ضمن ترتيب أوضاع الشرق الأوسط الكبير وضمن الاستراتيجية الأمريكية الأوسع عالميا لإعادة ترتيب الخارطة العالمية وقواها الرئيسية ونفوذها في العالم ..
 ونعود للقول بشأن ما تعلنه إدارة ترامب الأمريكية في أنها قد وضعت أنصار الله - الحوثيين - ضمن الاستهداف العسكري والذي كانت مقدمته ادخال (الحوثيين) ضمن  المنظمات الإرهابية ليس سوى حملة إعلامية سياسية لا تعبر عن استهداف حقيقي لانصار الله الحوثيين لأنهم في حقيقة الأمر يدخلون ضمن المنهج التحالفي الأمريكي الإيراني وضمن مخطط توسيع المواقع الاستراتيجية العسكرية الأمريكية - الاسرائيلية في المنطقة... والتي يحتل فيه موقع باب المندب أهمية استراتيجية إضافة إلى عديد الجزر اليمنية....


وعلى ( الشرعية ) في اليمن أن تبحث عن سبل أخرى تضمن حقيقة إعادة السلام المستدام في اليمن عبر حوارات حقيقية بين مختلف الأطراف اليمنية بدلا من القبول باستمرار الوضع القائم كما هو عليه والتبرير بالتغيير من خلال تدخلات امريكا او غيرها...هذا اذا كانت قوى الشرعية بالفعل تريد أن تجنح للسلام المستدام والعادل وتفرض هذا السلام على أنصار الله بعيد عن مؤثرات أصحاب المصالح الإقليمية والدولية في استمرار الوضع اليمني كما هو عليه .
وهنا يبرز أهمية دور القوى المجتمعية السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية وبالذات دور منظمات المجتمع المدني والقوى الداعمة للسلام المستدام والعادل...


وهنا ايضا لا بد من الإشارة إلى أن تحقيق السلام العادل والمستدام أصبح له قوى معادية تمتلك النفوذ والسلطة داخل مفاصل دولة الشرعية المعترف بها دوليا وسلطة الأمر الواقع الذي يسيطر عليها أنصار الله - الحوثيين -  لها منطلقاتها الخاصة ترتبط بالمصالح الخاصة التي استطاعة أن تحققها وتجنيها من الحرب والصراعات والعلاقات الإقليمية والدولية طوال السنوات العشر الماضية وخبرات ما قبلها في هذه المجالات والتي ترى  باستمرار الوضع في اليمن كما هو عليه الان وتخلق المبررات لتغطية ما تصبوا اليه وتحرص على مواصلة السير العابث فيه...