امسيات الحرب في حضرة ذياب الناحية ..حين تصبح المتابعة مقاومة من نوع آخر

امسيات الحرب في حضرة ذياب الناحية ..حين تصبح المتابعة مقاومة من نوع آخر

كتب | محمد العياشي alayashi2017@

 

لليوم السابع على التوالي، تستعر نيران الحرب بين إسرائيل وإيران، صراع تتساقط فيه الصواريخ وتتصاعد خلاله التحليلات والتوقعات، ونحن – أنا وزميلي ذياب الناحية – نقضي أمسياتنا في متابعة مجريات المعركة، نراقب كل هجوم، وكل صفارة إنذار، ونغوص في تفاصيل الدفاع والتسلل والفشل والنجاح.

لم نعِ يومًا هذا المعنى العميق للمثل القائل: "ما أحسن الحرب على المتفرجين"، كما وعيناه اليوم. فكل الأطراف المتصارعة، رغم عداوتهما الظاهرة، يشكلان خطرًا وجوديًا على الأمة الإسلامية. واليمن، على وجه الخصوص، لم تسلم من أذاهما، ولا تزال آثار تدخلهما بادية في كل بيت وشارع. لذا، لم نخجل من أمانينا بزوالهما معًا، وقلوبنا تردد في خشوع: "اللهم رد كيدهم في نحورهم، واهلك الظالمين بالظالمين، وأخرجنا من بينهم سالمين".

نقلب بين القنوات الإخبارية: "العربية"، "الحدث"، "الجزيرة"، "القاهرة الإخبارية"، "RT"، "TRT"، و"العربي"... ونغوص في تحليلات منصات التواصل الاجتماعي، نقرأ آراء السياسيين، ونتتبع خيوط التقديرات العسكرية في ساحة باتت مفتوحة على كل الاحتمالات.

كلما تحقق هدف في قلب طهران أو تل أبيب، نكبر الله ونحمده،  لأننا نستحضر مشاهد الألم في غزة، التي ذاقت طعم القصف الإسرائيلي بلا رحمة، وسوريا التي مزقتها مليشيات إيران، وبيروت  وبغداد وصنعاء التي أنهكتهما الجماعات الإرهابيية الانقلابية الاستبداديةوالصراعات بالوكالة.

أمسياتنا تمر كما تمر ليالي كأس العالم على عشاق الرياضة، وكما يترقب التجار مؤشرات صرف العملة، إلا أننا نترقب شيئًا أعمق: سقوط رموز الظلم وعودة الشعوب المقهورة إلى الحياة.

حين تنقطع الكهرباء – وهو أمر معتاد – نتمنى عودتها، لا لنشغّل المكيف في درجة حرارة تتجاوز 51 مئوية، بل فقط كي يستمر بث الأخبار، ويعمل الواي فاي، لنشاهد ونحلل ونفهم.

لقد أسعدتنا معركة طهران وتل أبيب، وأفرحت قلوب كثير من اليمنيين والعرب المتضررين من كليهما. فهذه لحظة نادرة، حيث يتقاتل من طالما تقاتلنا بهما.

كل أملنا أن يقرّب الله لحظة النهاية، وأن تُمحى من الجغرافيا قوى الشر التي أفسدت الأرض ودمّرت الأوطان، لتعود الأرض نقية، سنية، وعربية.