لا تضيء في الظلام... إلا إن كنت مستعدًا للقتال
في مجتمعات محبطة، مثقلة بالفقر، مسكونة بالتفاهة، يصبح التألق خطرًا. لا لأن التميز جريمة بطبعه، بل لأن البيئة المحيطة لا تعرف كيف تتعامل مع النور إلا كعدو. في بعض البيئات، لا يُنظر للذكي بإعجاب، بل بترقّب. لا يُحتفى بالمتفوق، بل يُراقَب كخصم. لا يُمنح المتميز فرصة، بل يُكافأ بالخذلان والخذل.
حين تُحيط بك السلبية، لا تلمع. اصمت. تخفَّ. توارَ. تظاهر بالبلادة إن لزم الأمر. لأن الضوء في الظلام لا يُلهم، بل يستفز. ومن يستفز الوحوش، فليكن مستعدًا للمعركة.
الحقيقة القاسية أن الحسد ليس استثناءً، بل جزءٌ أصيل من النفس البشرية، يتخفى أحيانًا تحت قناع القربى أو الصداقة. صديقك؟ أخوك؟ ابن عمك؟ لا تراهن كثيرًا على العلاقات حين تبدأ في تجاوزهم. كلما رفعت رأسك، زاد من يتهيأ لقطعها. لا لأنك ظلمت أحدًا، بل لأنك اخترت أن تكون أفضل.
لذلك، في البيئات المسمومة، لا تكشف أوراقك. لا تشرح رؤاك. لا تتباهَ بخطواتك الأولى. سرْ بينهم كالأحمق، لكن فكّر كاستراتيجي. لا تستعرض قوتك، بل ابنِها بصمت: قوِّ مالك، عقلك، جسدك. حين تشتد عودك، غادر.
البيئة المناسبة للارتقاء ليست تلك التي تُصفّق لك لأنها تعرفك، بل تلك التي تحترمك لأنها تدرك قيمتك. في المحيطات الجادّة، حيث العقول منشغلة بالتخطيط لا بالقيل والقال، ستجد من يحتفي بتميزك، من يدعوك للشراكة لا للإقصاء. هناك، تُصبح جاذبيتك سلاحًا لا لعنة، وتُفتح أمامك الأبواب لأن القوة تُقدَّر، لا تُحارَب.
أما أولئك الذين لم يغادروا المستنقع، فهم يعيشون على مراقبة الآخرين: من سافر، من فشل، من نجح. لا تفعل شيئًا أمامهم، لا تبنِ قصرًا وسط الخراب، لأنهم سيهدمونه لا لشيء، إلا ليؤكدوا لأنفسهم أنك ما زلت منهم.
الخلاصة؟
لا تضيء في الظلام... إلا إن كنت مستعدًا للقتال. وإن أردت أن ترتقي، فابحث عن أرض لا تُغتال فيها الأحلام.