صوت الحقيقة.. ثمنه الحرمان ومحاولة تكميم الأفواه..

الناشط الحقوقي: أسعد أبو الخطاب

لقد سلكت دروبًا لا حصر لها، تواصلت مع القادة والوزراء والمحافظين، وسعيت بكل ما أملك للحصول على منحة علاجية تُعيد إليّ جزءًا من الأمل في الحياة، عبر تلقي الرعاية الطبية في أحد المراكز الصحية بجمهورية الهند. 
كان طلبي بسيطًا: أن يُعترف بتضحياتي التي قدمتها دون مقابل، وأن يُمنح لي ما هو حق مشروع لكل جريح ومكافح. 
لكنني واجهت الجدار الصلب، لم يكن صمتًا عاديًا بل كان تجاهلًا متعمدًا يصرخ: "لا حق لك هنا، لأنك اخترت طريق الصراحة".

لقد كنت دومًا في صف الشعب، ناطقًا بلسان الحق، رافضًا المساومة أو التصفيق لسياسات تتسم بالفشل واللامبالاة. 
لم أكن جزءًا من جوقة المصفقين، ولم أهادن يومًا من أجل مكاسب شخصية أو مركز اجتماعي. 
ولهذا، كان العقاب حاضرًا بوضوح: حرماني من حق العلاج، كعقاب لي على جرأتي في قول الحق.

محاربة الصوت الحر: عقاب بصمت مُدوي اتفق الجميع، وكأنهم يد واحدة، على أن يُحارب صوتي، ليس بالهجوم الصريح بل بالحرمان من أبسط الحقوق، ليجعلوا من صراحتي وصمة تُعاقب بها. كانوا يظنون أن تجاهلهم سيكسرني، وأن المنع والحرمان سيوقفان صوتي عن مناصرة المظلومين ومواجهة الفساد. 
ولكنهم نسوا أن الموت حق، وأننا جميعًا سنلتقي عند قاضي القضاة الذي لا يظلم عنده أحد.

التضحيات تُقابل بالإنكار ما زلت أرى زملاءً في الكفاح يُهمَلون، وصوت الحق يُعاقَب، في حين يتنقل ذوو العلاقات والوساطات بين الدول كأنهم أصحاب الحق الحصري. 
وعندما طالبت، قيل لي مرارًا: "لا توجد لدينا إمكانيات". 
تناسوا أنني لم أطلب منةً، بل حقًا كفله لي تضحياتي، ونسوا أن المناصب التي يتفاخرون بها بُنيت على دماء الجرحى وعرق المقاتلين.

خاتمة وموقف لا يتغير حتى وإن نجحتم في إقصائي ومحاربتي، تذكروا أن هناك عدالة ربانية لن تغفل عن أفعالكم. 
نعم، قد نموت، لكن اللقاء الأخير سيكون عند من لا يظلم ولا يُجامل. 
لن أتراجع عن الوقوف مع المظلومين وعن فضح الممارسات الظالمة، حتى آخر لحظة في حياتي.