بين الكرامة والاتهام بالخيانة: صرخة ناشط حقوقي...

أسعد أبو الخطاب

في زمن أصبح فيه تعريف الوطنية متقلبًا كأحوال الطقس، يجد ناشط حقوقي نفسه بين المطرقة والسندان...

فإذا دافع عن الكرامة ورفع صوته مطالبًا بالعدالة، يأتيه الرد الحاسم: "خائن"، أما إذا صمت ورضي بالذل، فيُمدح بـ"مواطن صالح!"، والحق يُقال إن الشجاعة في هذه الأيام أصبحت تهمة تؤدي بك إلى قائمة طويلة من الألقاب المجانية التي تبدأ بالخيانة ولا تنتهي بتصنيفات "العدو الداخلي".

يروي أحد الناشطين عن موقف حدث له حين وقف يطالب بالحقوق الأساسية للمواطنين..

لم ينتهِ من جملته الأولى حتى قفز أحد الحاضرين متسائلًا بملامح درامية: هل أنت يا اسعد مع الوطن أم ضده؟.. 

أُخذ الناشط على حين غرة، فقد نسي أن تعريف "الوطن" أصبح مرهونًا بمن يملك الميكروفون. 
حاول أن يشرح، ولكن أحدهم همس له: "ابتسم وقل إنك تحب الجميع، وابقَ صامتًا بعد ذلك"...

أما المفارقة الكبرى، فهي تلك المواعظ اليومية التي يتلقاها الناشطون من بعض المتنفذين الجدد، الذين يتكلمون عن الوطنية وكأنها قميص تمت خياطته خصيصًا لهم. ..

في هذه الدروس، نتعلم أنك إذا طالبت بحل مشاكل الكهرباء والماء ..، فأنت بلا شك تعكر صفو التنمية...

وإذا شكوت من غياب العدالة، فأنت تهدد الأمن القومي... وإذا فكرت للحظة في السؤال عن مصير الشهداء والجرحى، فالجواب يكون نظرة حادة تعني: ..هل تريد أن تُعتَبر عدوًا للدولة؟..

يختتم الناشط مقاله بابتسامة ساخرة: 
هل تعلم أن الصمت أيضًا يُعتبر أحيانًا خيانة؟.. 

لذلك لا تقلق كثيرًا، فنحن هنا لنكون خونة محترفين، لا نتقن سوى رفع الصوت عاليًا من أجل الكرامة، حتى وإن كانت النتيجة حزمة اتهامات مميزة من قاموس النخبة...

- ناشط حقوقي ، ونائب رئيس تحرير صحيفة عدن الأمل الإخبارية