صحيفة غربية تحذر من تحالف وشيك بين تنظيم القاعدة والميليشيات الحوثية لضرب الملاحة الدولية ..
منبر الاخبار / خاص
قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" في تقرير لها بأن جماعة الحوثي في اليمن تحوّلت من مجموعة من المقاتلين الحفاة إلى تهديد دولي، وأنها وسعت علاقاتها مع الميليشيات العراقية، والحركات الجهادية في أفريقيا وروسيا.
ونقلت الصحيفة عن المبعوث الأمريكي الخاص لليمن تيم ليندركينغ بأن إحدى التداعيات المؤسفة للنزاع في غزة هي أن "الحوثيين ضاعفوا من اتصالاتهم مع لاعبين خبثاء في المنطقة وأبعد".
وفي حين يشير تقرير الصحيفة الى تجنب الحوثيين حتى الآن الغارات الجوية الإسرائيلية التي قتلت زعيم حزب الله، حسن نصر الله، الذي حول جماعته في لبنان إلى أقوى جماعة مسلحة في دولة في العالم ، وبعد أسابيع قُتلت القوات الاسرائيلية زعيم حماس، يحيى السنوار، في رفح، يلفت التقرير الى استفادة الحوثيين من الحرب في غزة.
حيث يقول التقرير بأن الحوثيون استفادوا من الحرب بغزة، في استهداف الملاحة الدولية والتوسع خارجياً ومنح قدراتهم القتالية لنزاعات خارجية، وإقامة علاقات دولية مع عدد من اللاعبين في الشرق الأوسط وأفريقيا وحتى روسيا، حسب مسؤولين غربيين.
ونقلت الصحيفة عن المبعوث الأمريكي الخاص لليمن، تيموتي ليندركينغ، قوله: "إحدى التداعيات المؤسفة للنزاع في غزة هي أن الحوثيين ضاعفوا من اتصالاتهم مع لاعبين خبثاء في المنطقة وأبعد".
وقال ليندركينغ، في مقابلة مع الصحيفة، إن هذا التوجّه "مقلق للغاية"، وإن الولايات المتحدة تتحدث مع شركائها في المنطقة بشأن كيفية الرد.
الصحيفة اشارت الى خلفية الحرب في اليمن التي اندلعت عقب سيطرة الحوثيين على صنعاء عام 2014م والتدخل العسكري للسعودية والامارات والدعم المقابل الذي حصل عليه الحوثيين من إيران بالسلاح والتدريب، وهو ما قرّب الجماعة إلى طهران.
الا أنها تشير الى أن جماعة الحوثي واجهت بعد ما يقرب من عقد في السلطة، سخطًا بسبب الأزمة المالية المتصاعدة وعدم دفع الرواتب للموظفين.
وبحسب محمد الباشا، المحلل بأمن الشرق الأوسط، المقيم في الولايات المتحدة، فإن دخولهم في الحرب "منحهم شرعية محلية وإقليمية جديدة، وقدموا أنفسهم كمدافعين عن غزة، وفي النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني الأوسع".
ويبدو أن هذه الاستراتيجية نجحت، وفق الصحيفة وأدت لبناء المزيد من الدعم محليًا ودوليًا ، فقد ارتفعت وتيرة الانضمام والتجنيد في الحوثيين داخل اليمن، وفي أيار/مايو، قال زعيم ميليشيا "كتائب حزب الله" العراقية إن مجموعته ستعمل مع الحوثيين على ضرب إسرائيل.
وفي تقرير أخير صدر عن الأمم المتحدة، وأعدّته مجموعة الخبراء، وُجدت أدلة قوية بشأن تعاون الحوثيين مع الجماعات الأجنبية المسلحة.
ومن بين الأدلة التي وردت في التقرير تعاون الحوثيين مع الميليشيات في العراق ولبنان، من أجل تنسيق عمليات الكتلة التي تدعمها إيران.
ووصف التقرير الحوثيين بأنهم "يتحولون من مجموعة محلية مسلحة وبقدرات محدودة إلى منظمة عسكرية قوية".
وقادت هجمات الحوثيين على السفن التجارية إلى ردود فعل انتقامية من الولايات المتحدة وحلفائها، بما فيها هجمات من سلاح الجو الأمريكي وقوات البحرية، في 16 تشرين الأول/أكتوبر، بما فيها مقاتلات بي-2 سبيريت، حيث استهدفت مخازن أسلحة.
ورغم ما تركته الغارات الأمريكية، إلا أنها لم تُحدث الضرر الكافي لمنع هجمات الحوثيين ، وشنت إسرائيل بعض الغارات، إلا أنها تركت الولايات المتحدة والدول الغربية للتعامل مع الجماعة اليمنية.
لكن تركيز إسرائيل على إيران، أفاد الحوثيين بطريقة غير مقصودة، كما يناقش بعض المحللين ، ويقول الباشا إن الحوثيين، بعد مقتل زعيم "حزب الله"، نصر الله، "سارعوا لملء الفراغ السياسي والعسكري داخل محور المقاومة".
والمثير للدهشة أن الحوثيين أصبحوا أكثر قربًا لبعض فروع "القاعدة"، مثل "حركة الشباب" في الصومال، والتي يقول المبعوث الأمريكي إن العلاقة بينهما "أصبحت قوية جدًا"، مضيفًا أن الحركتين بحثتا طرقًا لزيادة "مخاطر وتهديد حرية الملاحة في البحر الأحمر".
وبحسب تقرير الأمم المتحدة، فقد وافق الحوثيون على تقديم مسيرات وصواريخ حرارية ومتفجرات لتنظيم "القاعدة" في شبه الجزيرة العربية، وناقشوا عمليات ضد الحكومة المعترف بها دوليًا في عدن واستهداف الملاحة الدولية.
وعلّق ليندركينغ أن دولًا مثل السعودية وعمان وجيبوتي عبّرت عن قلقها من التحولات، فيما تناقش الولايات المتحدة مع حلفائها زيادة التشارك في المعلومات الاستخباراتية واعتراض نقل الأسلحة ، كما يسعى الحوثيون للبحث عن طرق للحصول على إمدادات من الأسلحة وتمويل من الخارج، بما في ذلك موسكو.
وتطرق الصحيفة الأمريكية الى محاولات تاجر السلاح الروسي، فيكتور بوت، عقد صفقات تسليح مع الحوثيين ، وتورد الصحيفة خطوة قالت بأنها تؤكد تورّط موسكو المتزايد في اليمن، حين قامت سفينة حربية روسية، في أبريل/نيسان، بإجلاء قائد "الحرس الثوري" الإسلامي، المسؤول عن برنامج الصواريخ والمسيّرات الإيرانية في اليمن من ميناء الحديدة، حسب قول مسؤول أمني غربي.
وقال مسؤولون أمريكيون إن روسيا قدمت بيانات الاستهداف للمتمردين أثناء مهاجمتهم للسفن الغربية في البحر الأحمر، وتدرس تسليم صواريخ مضادة للسفن للحوثيين.
وتستخدم الولايات المتحدة الدبلوماسية لمحاولة منع هذا النقل الأخير. ويبدو أن الخطوة المحتملة من جانب موسكو تأتي ردًا على الدعم الأمريكي لأوكرانيا، وخاصة احتمال أن تسمح واشنطن لكييف باستخدام الصواريخ طويلة المدى التي تزوّدها بها الدول الغربية ضد روسيا.
في حين يعلق المبعوث الأمريكي الخاص لليمن ليندركينغ على هذه النقطة بالقول إن موسكو "تستخدم اليمن كوسيلة للانتقام من الولايات المتحدة"..
المصدر الرصيف ..