الحوثي وبداية النهاية.


د.باسم المذحجي.*

سيناريوهات لاتبشر بخير في اليمن طالما وصلنا الى نقطة اللاعودة. المجنون عبد الملك الحوثي سيستكمل سيناريو الصراع الإيراني الإسرائيلي على الأراضي اليمنية ،وعلى حساب أكفان وجثامين اليمنيين.
لابأس في التذكير بأن معركة الحوثيين في إسرائيل والملاحة البحرية هي في الأساس معركة ضد الشعب اليمني نفسه، وتختصر بأنها كانت ومازالت سيناريو الفوضى على أبواب اليمن.في الوقائع والمجريات والتقديرات وسيناريو الصراع كلها مخططات إجرامية تنتهي بقتل اليمنيين، وتعطيل عودة الأمن والاستقرار والتنمية.


اليمنيون يسألون: ماذا بعد؟
الحرب مابين إسرائيل والحوثي: هل هي نهاية البداية أم بداية النهاية؟الصراع مابين إسرائيل والحوثي يختلف في أهدافه وسياقه المحلي عن أهدافه وسياقه خارجيًا.ومن وجهة نظري لاتوقعات بوقف الحرب قريبًا، وبالتالي سيزداد حجم الأثار الغير مرئية ،والتي ستفضي الى حرب أقليمية قادمة، نظرًا لأن الحوثيين ينطلقون بموجب رؤية إيرانية وفق قاعدة" شمشونية" وحدة المساحات، وهذة لوحدها لاتعني فقط وحدة حزب الله والحشد ،والحوثي..الخ في مزامنة الصراع ،بل تعني أن المعارك تُنقل لأقرب ساحة تصنف أنها عدو،تحمل بصمات تحالفات محور إسرائيل ضد إيران.الهدف الرئيسي للحوثيين هو تنفيذ الرؤية الإيرانية الإسرائيلية المشتركة التي تسعى الى خلق المزيد من الانشقاقات والعداءات بين العرب أنفسهم، بينماالأطار العام للصراع الأيراني مع إسرائيل هو طمس الهوية ،والجغرافيا والثقافة، والايديولوجيا العربية في الشرق الأوسط.

من ينقذ اليمن من براثن إيران قبل إسرائيل؟
يستمر عبدالملك الحوثي في جنونه متعاهدًا بجولة خامسة من التصعيد،جاعلًا من نفسه عود ثقاب بيد ملالي طهران ليحرق اليمن، والشعب اليمني ،لايعلم بأن دولة إسرائيل قادرة على إعادة اليمن الى العصر الحجري خلال نصف ساعة، إذا وإذا فقط قررت تل أبيب تجريب أول قنبلة مغناطيسية على الحبيبة صنعاء.
ياترى من ينقذ اليمن من جحيم عبدالملك الحوثي؟
أليست اليمن في مرمى حروب وتجارب الآخرين؟
هل عبدالملك الحوثي يعلم بما تفكر إسرائيل الآن؟ هناك أبسط قاعدة عسكرية تسمى " أعرف عدوك"، وأبسط منطق للكلام يقول " إذا بيتك من زجاج فلاترمي نافذة الآخرين بالحجارة" فعبدالملك الحوثي سيطلق مسيرة تأخذ يومين لتصل هدفها، بينما إسرائيل تحتاج خمس دقايق للرد من الغواصات الثلاث المنتشرة في البحر الأحمر وخليج عدن، والمسمات " آنس داركون" ،فلو اطلقت ياعبدالملك الحوثي صاروخ باليستي فطائرة f22ستعامل معها فورًا، ثم سيأتيك الرد بعدد 6 صواريخ رامبيج محمولة على طائرات f16أحدث نسخة. 
وفقًا للمقاربة السابقة ف إسرائيل كانت ومازالت تمتلك ثلاث خيارات في حربها مع إيران، فالاول استهداف برنامج إيران النووي، أو تصفية القيادات الإيرانية، أو استهداف وكلاء إيران، لكنها اختارت وكلاء إيران، و بذلك تريد توجية أقوى عدد من الضربات الموجعة لأكبر عدد من الدول ،لكنها اختارت اليمن لتستعرض عضلاتها ،و أنسب محطة تحقق فيها انتصارات، وتسفك دماء بنفس مستوى الدماء في غزة ،ومعها حجة قانونية على الأقل مقنعة لحلفائها ،تتمثل باستهدافها في تل أبيب ،وسفنها التجارية المارة جوار اليمن.

عبدالملك الحوثي دعنا نطلع على ماذا جهزت إسرائيل ردًا على مغامرتكم الغير محسوبة.

أولًا مالايعرفه الحوثيون عن قدرات إسرائيل.
0/أسطول طائرة F-16 falcon، مقاتلة خفيفة الوزن ومتعددة المهام قادرة على تنفيذ عمليات جو-جو، والاعتراض، وإطلاق الأسلحة النووية التكتيكية.طائرات f16 المطورةأحدث إصدار مداها يتجاوز 4000كيلومتر، أي أنها تطير من إسرائيل الى اليمن وتعود بدون حاجة للتزود للوقود،ومحمله عدد 6 صواريخ من صاروخ من نوع "رامبيج" (Rampage). وصاروخ "رامبيج" " نووي تكتيكي"قابل للبرمجة مسبقًا أو أثناء الرحلة، ولديه نظام ملاحة عبر الأقمار الصناعية /INS مع قدرات مضادة للتشويش، ورأس حربي للأغراض العامة وقدرات إطلاق النار والتخفي.1/ طائرة Herms 450 المسيرة تطير لمدة يومين تستخدم لاغتيال الشخصيات.2/صواريخ" أريحا ٣" المزودة برأس حربي نووي يبلغ وزنه 750 كجم، وتتراوح قوته بين 150 و400 كيلوطن.3/نشرت عدد 3 غواصات INS Drakon نوع دولفين2 وتحمل صواريخ نووية تكتيكية.4/سفينة الصواريخ ساعر ٦ ،وقد وصلت الى سواحل اليمن.

ثانيًا بنك أهداف إسرائيل في اليمن.
تفاجأ الحوثيون بالرد الإسرائيلي الذي طال أهداف مدنية صرفة ، وبالتالي لم يعد خيارهم إلا استهداف أهداف غير إسرائيلة لوقف الهجمات من بوابة تهديد دول الجوار النفطية ،وهي بالمناسبة بنوك أهداف إيرانية غير معلنة، وقد صدر تصريح بأن الحوثيين سيهاجمون أي دولة تعاونت مع إسرائيل ،وهذا إعتراف بالهزيمة، وتصدير للمشكلة التي افتعلوها مع إسرائيل ،وهروب واضح.
تعتمد إسرائيل 90% على الذكاء الجغرافي الصناعي وخرائط الأقمار الصناعية؟Google Maps ،ولذلك انشأت الوحدة "9900".للتجسّس الفضائيّ ،وصناعة بنك الأهداف ،وترسم خرائط مباني، والخطورة في الأمر،ب أن أي موقع يرصد فية سلاح كلاشنكوف أو قطع سلاح، او أطقم عسكرية سيعتبر بنك أهداف، وهذا يعني أن أقسام الشرطة ستكون بنك أهداف، بالأضافة الى مختلف المواقع الاستخبارية ،وخاصة سجون الأمن السياسي، مماسيرفع حصيلة الضحايا المدنيين.
على الورق لا توجد مشكلة حول الطريقة التي يجب أن تدار من خلالها عملية اختيار الأهداف والمصادقة عليها، بل المشكلة تكمن في التنفيذ، والخطورة بأن الأهداف المدنية تكافئ حظوظ الأهداف العسكريةطالماالحوثي يستهدف السفن الإسرائيلة ،والأعيان المدنية الإسرائيلة منذ شهور.وبالتالي فالاستهداف سيكون على أربع مراحل..مرحلة البنية التحتية :الموانيء، المطارات ،الاتصالات،ثم رحلة استهداف المواقع العسكرية ومخازن الأسلحة القديمة والحديثة،ثم مرحلة ثالثة قبل الأخيرة ،وهي استهداف القيادات الحوثية، وتصفيتها من القاعدة الى الهرم بدون تمييز،وأخيرًا مرحلة رابعة إيجاد أهداف جديدة٠والمراحل مجتمعة يمكن دمجها في بنك أهداف موحد.

إيران عبر وكلائها تدمر كل شيء في طريقها.
اليمنيون والفلسطينيون ضحايا حرب إيران وحزب الله والحوثي وبقية الشبكة الإرهابية، وأبسط مثال بأن غزة تحولت الى قرية، ولم يعد بمقدور الفلسطييني الحصول على شربة ماء ،ولا للاستحمام فمابالك بالبقية من خدمات كهرباء ،وتعليم ،وصحة، وتغذية.

وعلى الوجة الآخر فالحوثي أعاداقتصاد اليمن الى نقطة الصفر..هل يعلم أتباع الحوثي بأن اليمن تحتاج عشر سنوات ،وموارد ماليةضخمة لينهض باقتصاده مجددًا، وذلك لكي نعود الى مربع خطط الهيئة العليا للاستثمار في 2010 ،وخطط تطوير المناطق الصناعية في مختلف المناطق اليمنية.

بينما اليمنيون بمختلف مشاربهم الأثنية، والقبيلة واقعون قي فخ حرب إسرائيلية إيرانية على الأراضي اليمنية التي لاناقة لهم فيها ولاجمل.الحوثي أعاد الطبقية بين اليمنيين بسبب لصوصيته وتسلطه على رقاب الناس، ونهب الأموال واحتكار الثروات ،والموارد بين سلاليه ،وفي المقابل أمن لنفسه أرصدة وعقارات خارج اليمن.
كل أصابع الاتهام في  العراق، أو اليمن، أو فلسطين أو سوريا، أو  لبنان..الخ تشير الى إيران وحلفها الشيطاني، وبالتالي قرار تدمير فلسطين واليمن ولبنان ..الخ تم اتخاذه في طهران قبل أن يتم اتخاذه في تل أبيب.

الحوثي أمام خيارين: السلام أو الجنون.
نحن امام سيناريوهات مرعبة لحرب الحوثي وإسرائيل، وبطلها طرف وحيد " إسرائيل"، ولاحل إلا طلب تدخل الأشقاء في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي للحد من يد إسرائيل الطويلة بموجب أجندات الدبلوماسية والعلاقات الدولية.


* باحث إستراتيجي يمني.