بمناسبة تدشين أسبوع المرور العربي تحت شعار: "بوعينا … نصل آمنين"بوعينا المروري سنحد من الحوادث على الطرقات
يأتي أسبوع المرور العربي هذا العام تحت شعار "بوعينا نصل آمنين" في ضل مشهد من المآسي اليومية على قارعات الطرق التي تزهق فيه الأرواح وتذرف فيه الدموع والآهات وتعتصر فيه القلوب على فقدان أحبة وأعزاء لتصل ماسية إلى كل بيت, بسبب تهورنا ومخالفتنا وعدم التزامنا بآداب وقواعد المرور واستخدام الطرق والمركبات.
فلماذا دائما نستخدم الطرق ووسائل النقل بالشكل السلبي رغم أنها نعمة أتت لتسهل علينا الحركة والتنقل فلماذا نجعلها نقمة فلو بحثنا عن مبررا أو سببا واحدا لأي سلوك خاطئ في استخدام الطريق فمن الصعب إيجاده سوى الاستهتار وغياب الوعي بالأنظمة المرورية وآداب استخدام الطريق والمركبات وهو امر لا يعفينا من المسئولية ومن المسائلة القانونية, فرجل المرور لن يستطيع وحده فعل كل شيء لإيقاف الحوادث المرورية ومآسيها إن لم تكن هناك مساهمة مجتمعية ووعي جمعي واستعداد لدى كافة أفراد المجتمع وبمآزره مستمرة ودائمة من مؤسسات وهيئات المجتمع المدني والدولة..
الحل لهذه المآسي بكل بساطة في متناول أيدينا جميعاً كمجتمع أفرادا ومؤسسات ولا يحتاج إلى الكثير من الجهد والعناء سوى الالتزام والانضباط والوعي بآداب وقواعد السير واستخدام الطريق والمركبة استخدماً منضبطاً وجعله سلوكاً وجزاء من حياتنا اليومية.
يعد أسبوع المرور العربي محطة هامة للتقييم وللفائدة والتوعية وإن الالتزام والمشاركة والانضباط في استخدام الطريق والمركبات في أسبوع المرور العربي الذي يتم تنفيذه خلال الفترة من 4-10 من شهر مايو من كل عام فقط ليس كافياً ما لم نطبق ونلتزم برسالة الأسبوع وأهدافه وان تكون هناك استدامة وتحول إيجابي في السلوك الجمعي أثناء استخدام الطريق ووسائل النقل المختلفة.
لا بد ان نستشعر هذه المسئولية جميعاً لمنع وقوع المآسي التي تعكر صفو حياتنا وتؤلمنا كثيرا بشرياً ومادياً, ولا بد أن تستنفر كافة مؤسسات المجتمع وبمختلف مشاربها وتقوم بدورها الأخلاقي والوجوبي الذي يلزمها أمام مجتمعها في المساهمة الإيجابية في نشر الوعي المروري للحد من المآسي التي تخلفها حوادث السير, لما فيه المنفعة وتأتي في المقدمة وسائل الأعلام المختلفة المرئية والمسموعة والمقروءة وخطباء المساجد والمؤسسات التعليمية وغيرها في نشر الوعي المروري في أوساط المجتمع.
وأخيراً أتمنى ان تكون فعاليات أسبوع المرور العربي التوعوية والإرشادية لهذا العام مفيدة ومؤثرة في سلوكنا جميعاً عند استخدام الطريق والمركبات وجعلها سلوكاً نلتزم به طيلة الأيام والأوقات لما فيه صالحنا وأمننا وبذلك سنحقق السلامة المرورية بأذن الله تعالى.
*مدير عام شرطة المرور بالجمهورية