قلوبنا على عدن وأنديتها

قلوبنا على عدن وأنديتها

منبر الاخبار: خاص

 

    - دعوة معالي وزير النفط، الدكتور سعيد الشماسي لمأدبة الإفطار، عادة سنوية في رمضان، وهي لمة تجدد الصلة بين الناس في روحانية الشهر الفضيل، والجانب الآخر لأهمية هذا القاء، يتمثل بقيمة، ومكانة الحضور، وجدية القضايا التي تطرح، وجودة النقاش، واستنتاج الحلول الممكنة. 

    - كانت أمسية رمضانية رائعة، وكون الكثير من الحضور من النخبة الرياضية، فقد فرضت أزمة أندية عدن، و إتحاد كرة القدم نفسها على النقاش، خاصة أن معظمهم عايشوا تفاصيلها، وربما كانوا جزء منها. 

   - يكاد الجميع يتفق على أن الأزمة أثرت بشكل كبير، وسلبي على أندية عدن، ولأعبيها، الذين أمسوا ضحية مكابرة قيادة الانتقالي، وعصا عقوبات، ولوائح الاتحاد، وكان الاجماع على ضرورة حلها باقصى سرعة، بعيدا عن المزاجية، والأنانية. 

    - رجعنا إلى حلول تم طرحها سابقا، وتعثرت، وتطرقنا إلى دعوة الشيخ (العيسي)، واعتبرنا إستجابة السلطة في عدن، وموافقة الأندية على الجلوس مع رئيس الاتحاد، خطوة إيجابية في طريق ردم الفجوة.

    - توقفنا عند تقرير لجنة الوزير البكري، برئاسة د. عزام خليفة، والذين لم ينتهوا من تجهيز توصياتهم، فبعد جلوسهم مع قيادة الانتقالي، وأستمعوا من الأخ مؤمن السقاف، كان من المقرر سفرهم جمهورية مصر للقاء الشيخ ( العيسي)، فحدث الصدام بين الوزارة، والاتحاد، فحنق الوزير (البكري)، وقرر عدم سفر اللجنة، وتوقف سعيها، ولا نعلم أن كانت هناك نية لاستئناف الوزارة مبادرتها أو أن وزيرها في رأسه حاجة ، علما أن توجد الدكتور (خليفة) الفترة الماضية في القاهرة للعلاج. 

   - أحداث، وتطورات كثيرة مرت منذ بداية الأزمة، ونعتقد بأن الواقع تجاوز أسباب الصراع. 

   - فبعد حرب 2015، عاشت البلاد واقعا جديدا، أقرب إلى التشطير، وفرضت التوجهات ليس السياسية فقط، بل أيضا الشعبية نفسها، ومنح احتقان الشارع الجنوبي السلطة في عدن، ممثلة بالانتقالي، الضوء الأخضر لإعلان العصيان على كل ما هو يمني، ومن سوء حظ رياضة عدن أنها كانت ضحية أول احتكاك مباشر بين سلطة الأمر الواقع بعدن، والشرعية، وذهبوا لمعركة تكسير عظام لترسيم حدود سيطرتهم، وذلك قبل ولادة مجلس القيادة الرئاسي. 

    - نعتقد بعد قبول الانتقالي بالشراكة، وحضور (العليمي) إلى المعاشيق رئيسا، ليس من العدالة أن تبقى رياضة عدن، وتحديدا كرة القدم الوحيدة النشاز، وخارج صفقة التسوية.  

    - لاجدال أن قضية الجنوب خط أحمر، ولكن الجنوب ليس عدن فقط، فبأي منطق نتعاطى مع مشاركة أندية أبين، شبوة، وحضرموت في مسابقات الاتحاد، وتستضيفها أيضا، بل أن الانتقالي نفسه دعم تلك الفرق، بينما يفرض على أندية عدن أن تغرد منبوذة خارج السرب. 

    - كما نبارك الانفصال حتى من طرف واحد، ولكن كيف نستوعب استضافة عدن بطولات الألعاب الآخرى، وبمشاركة الأندية الشمالية، بينما يحضروا على نشاط إتحاد كرة القدم، ويتخندقوا عند نقطة الخلاف البعيدة دون الأخذ بالاعتبار المتغيرات الجديدة، بتالي من حقنا نطالبهم بتحديد مواقفهم بشفافية، فالرقص على السلالم لا يجوز أو يخدم عدن. 

    - نضع المواقف في الميزان، ونقيس حقيقتها، وإذا اعتمدنا على المعايير التي هم يمارسونها في الواقع، وبلا حساسية ، بالأمكان تجاوز أزمتهم مع الاتحاد بسهولة. 

     - قد يكون الوضع على حد الموس، والوقوف مؤلم، والتراجع مؤلم، والتقدم مؤلم، ولكن المسالة أبعد، وأكبر من أن تكون شخصية، ونعتقد أن هناك حلول متاحة، ولن نعترف بشيء اسمه "حبتي ولا الديك ". 

    - بعودة الدكتور (خليفة) بالسلامة إلى عدن، ننتظر تفعيل لجنة الوزير البكري أو إعلان فركشتها، وتسريحها، فهناك أكثر من شخصية، وجهة قلوبهم على عدن، ويستطيعون الأمسك بزمام الأزمة، والبحث في حلها دون تكليف أو بهرجة. 

- ياسر محمد الأعسم /عدن 2024/4/15