متى تعلن طهران إنهاء عملياتها في اليمن؟!
وأنت تتابع التحركات الإيرانية الأخيرة ستدرك حقيقة العداء والصراع الإيراني-الأمريكي، الذي صور لنا تحت شعارات براقة ولافتات ترفع منذ عقود وسنوات..!
كان الجميع بانتظار المعركة المنتظرة، بعد سيل من التهديد والوعيد والتصريحات النارية، التي امتدت لأشهر، خصوصا بعد إطلاق حركة المقاومة عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر المنصرم وما تلاها وترتب عليها من مواقف إقليمية وتحركات دولية، لقد انكشف الحقيقة ووضعت الحرب أوزارها قبل أن تبدأ..!
هي ليست حرباً إذا ولا معركة، بقدر ما يمكن وصفها بمسرحية هزلية، ضعيفة الإخراج، كان يمكن للمخرج أن يجتهد أكثر بوضع لمسات لتظهر العمل بشكل أفضل، مما هو عليه، فلا دراما ولا عقد ولا مشاهد متجانسة..!
من هنا بدأت القصة.. إسرائيل تستهدف القنصلية الإيرانية في دمشق والأخيرة تحتفظ بحق الرد، كما كل مرة، تليها حرب كلامية وتصريحات متبادلة وتهديد بهجوم كبير، كان صوت إيران فيها هو الأعلى.. وفجأة يعلو الصراخ وتعلن بعض الدول عن سحب رعايها من طهران...!
التهديد أخذ بعداً آخر وذهبت دول مجاورة إلى إغلاق منافذها الجوية، والرئيس الأمريكي جو بايدن يقطع إجازته ويعود للبيت الأبيض، تسارعت الأحداث ورفعت تل أبيب من درجة التأهب القصوى ودفعت بعشرات من مواطنيها إلى الملاجئ، ربما لأنها كانت تتوقع عملاً درامياً أكثر احترافية مما حصل، حيث كان الجميع ينتظر الرد الإيراني، كون ما حدث لها يعد انتهاكا صارخا لسيادتها..!؟
اشتعلت النار وعلى غير العادة ظهرت بعض التصريحات الإسرائيلية التي تتحدث عن استهداف طهران لتل أبيب، بوابل من المسيرات والصواريخ المجنحة، وعلى غير عادة الحروب القائمة على عنصر المباغتة في الهجوم أرسلت طهران مئة مسيرة وأعلنت عن استهداف العمق الصهيوني..!
تتداول القنوات الفضائية العواجل على شاشاتها وتتسارع الأحداث، لكن المضحك في الأمر أن الطيران المسير يحتاج لأكثر من تسع ساعات، للوصول للهدف المعلن، هنا بدأت خيوط اللعبة تتكشف..! معقول إيران بكل ثقلها العسكري تدشن معركتها مع العدو الأكبر لها بطائرات كهذه..!؟ هذه المسيرات حتى حلفائها في المنطقة لا يستخدمونها في معاركهم الداخلية.
لماذا لم تستخدم صواريخ فرط الصوتية التي تصل إسرائيل بلمح البصر وتتخطى كل الرادرات إن كانت صادقة في حربها على إسرائيل..!؟
إيران التي أسقطت أربع عواصم عربية بيد أدواتها ومليشياتها تظهر بهذا المشهد الهزيل.! وقبل أن تصل المسيرات إلى تل أبيب تلقفتها المضادات الأمريكية والبريطانية لتعلن طهران عبر بعثتها في الأمم المتحدة انتهاء عملياتها العسكرية..!
كيف ومتى بدأت المعركة حتى تنتهي..؟ وماهي الأهداف العسكرية التي تم تحقيقها..؟
كانت حينها الجزيرة تتابع التطورات أولاً بأول من خلال شبكة مراسليها، قبل أن يظهر مدير مكتبها بطهران ويتحدث على الهواء مباشرة عن وجود تفاهمات مع الأمريكان بخصوص رد الحرس الثوري..!، قال بالحرف الواحد إن واشنطن ستضمن عدم رد تل أبيب على الهجوم وذلك ما حدث بالفعل وما أكدته وسائل إعلام إسرائيلية عن حث الرئيس الأمريكي جو بايدن الحكومة الإسرائيلية بعدم الرد على طهران، فماذا ننتظر بعد كل هذه التمثيليات والمسرحيات؟!
معركة بلا قتل ولا تدمير ولا حتى ترك أثر..!، من قبل طهران التي تقود حروباً على مدى عقود وسنوات في دول عربية، كلبنان واليمن وسوريا والعراق، ها هي تنهي معركتها مع إسرائيل قبل أن تبدأ..!؟
معركة لم تدمر فيها مؤسسة واحدة ولم يقتل فيها شخص واحد..! تصدقون أنه بمجرد إعلان طهران إنهاء عملياتها ضد إسرائيل قلت في نفسي متى ترفع هذه الدولة يدها عن وطني؟!
تسع سنوات من العبث الذي طال كل شيء جميل في اليمن، قتل وتدمير وتهجير وفجور في الخصومة واعتقال وتفجير وارتكاب لأبشع الجرائم بسلاح ودعم إيراني..!، بما فيها تلك المسيرات والصواريخ الإيرانية المتساقطة على مدن ومخيمات النازحين في مأرب وتعز وحجة وغيرها.
استهدفت سفينة النازحين الفارين من عدن في البحر دون حرمة حتى للآطفال الفارين من جحيم الموت أثناء اجتياحها للمدينة.
لقد قتلت إيران ومليشياتها في اليمن عشرات الآلاف من الأطفال والنساء على مدى سنوات من الصراع، كما هو الأمر في سوريا والعراق ولبنان، التي شهدت كذلك دمارا إيرانيا مماثلا، دون أن تفكر برفع يدها عن اي عاصمة عربية كما فعلت مع تل أبيب!
لكم هي محظوظة إسرائيل بهذا العدوان..!، عى الأقل صرف أنظار العالم عن مجازرها في قطاع غزة، وإظهارها بالدولة المعتدى عليها، بعد أن حولت غزة إلى أرض محروقة، ارتكبت فيها مجازر وجرائم حرب بحق الفلسطنيين وكشفت للعالم أجمع عن وجهها القبيح ووجه حلفائها في المنطقة، بالإضافة إلى خدمة توحيد الصف الداخلي الصهيوني المتشظي واعادة ترتيبه تحت قيادة المجرم نتنياهو.
هي رسالة لمن لازال يرى في إيران وحلفائها في المنطقة أنهم خصوم لإسرائيل والأمريكان تفحصوا في معارك طهران وتاريخها القتالي ولن تجدوا معركة مع الأمريكان وحدنا العرب والمسلمين من نكتوي بنار طهران وأدواتها في المنطقة فمتي ترفع إيران يدها عن وطني؟