خيارات ما بعد الرد الإيراني المحدود على إسرائيل
- للمعلومية فإن وفق القانون الدولي وتحديداً اتفاقية فينا للعلاقات الدبلوماسية والقنصلية، يعتبر مقر السفارة أو القنصلية أراضي ذات سيادة تتبع الدولة المبتعثة، بمعنى أن مقار جميع سفارات وقنصليات اي دولة - ولتكن إيران - في جميع الدول تعتبر أراضي إيرانية (سيادة إيرانية).
- وبناء عليه فإن استهداف قيادات الحرس الثوري الإيراني في القنصلية الإيرانية في دمشق يعتبر - وحيداً دون الاستهدافات السابقة لقادة الحرس في دول النفوذ الإيراني - انتهاك للقانون الدولي وإعتداء على إيران، وبالتالي لها الحق في الرد على هذه الاستهداف برد محدود ومتكافئ ومماثل وفق القانون الدولي، وفي حال كان الاستهداف خارج القنصلية فإنه لا يعطي الحق لإيران بالرد باعتبار أن تواجد حرسها الثوري في سوريا وأيضاً العراق غير شرعي.
- الرد الإيراني أتى محدوداً، على الرغم من أنه لم يكن مماثل ومتكافئ ولربما نفذ ليكون كحفظ ماء الوجه سيما وبنك الأهداف كان غير ضار بإسرائيل، والهجوم تم الإبلاغ عنه قبل ثلاثة أيام، ولم تخسر إسرائيل بمقدار خسارة إيران باستهداف قادة الحرس الثوري.
- صحيح أن الرد الإيراني كان أكبر من حيث السلاح المستخدم والحرب الإعلامية، ولم يكن كما حدث بين إيران وباكستان قبل أشهر، حين ردت باكستان بالمثل على استهداف إيران لخلية في الأراضي الباكستانية قالت إنها معادية، إلى أنه رد لم يكن متكافئ كما عملت باكستان التي استهدفت خلية معادية في إيران، وهذا الرد الإيراني على إسرائيل بالمقارنة مع الرد الباكستاني على إيران يضع الأحداث أمام خيارين:-
الأول : أن يعمد الطرفان إلى التهدئة واكتفاء إيران بهذا الرد المحدود على استهداف قنصليتها كحفظ ماء الوجه، وقبول اسرائيل على إعتبار أنه رد حدد سلفا بنك الأهداف وتم تجنب أي ضرر ومؤشر على تفوق اسرائيل أمام إيران من حيث حجم الخسارة، وهذا خيار غير مستبعد ووارد بدرجة كبيرة.
والثاني : هو أن ترفض إسرائيل هذا الرد باعتباره كان واسع في استخدام السلاح رغم عدم ضرره وتقر توجيه هجوم على أهداف إيرانية داخل أراضيها كرد محدود مماثل، ولكن هذا الخيار مستبعد بدرجة كبيرة لكونه قد يفتح المجال أمام صراع إقليمي خطر له أضرار على المنطقة والعالم ككل، والقوى الكبرى لن تسمح به، وهذا الخيار قد يتم تجاوزه من خلال إعطاء ضوء أخضر لإسرائيل من أجل استهداف قادة آخرين في الحرس الثوري بدول النفوذ الإيراني بعيداً عن القنصليات والسفارات أو ما من شأنه انتهاك سيادة إيران، وإذا أصرت إسرائيل على الرد يكون رد محدود متفق عليه ومعلن مسبقاً وبنك أهداف محددة وغير ضارة داخل إيران.
14 أبريل 2024م.