ابو ايمن.. ايها الساكن فينا، طبت حياً وميتاً.

بالرغم ان الموت هو حق لكل حي، والدنيا (ما تحب) الطيبين، في لحظات تأخذ منك أشخاص غاليين، وتنقطع الصلة بهم، ولكن نحمد الله ان جعل لكل الاحداث التي نعيشها ذكريات لا شيء سوى الموت سيمحوها.

في مثل هذه الايام ستمر الذكرى الاولى لوفاة صديق صدوق صادق الوعد منصفا، عشنا معه احلى ايام العمر، انه طيب الذكر محمد قايد مسعود المحلوي ( ابو ايمن)، مدير ثانوية حنيشان في عتق الذي كان لوفاته وجع والم لازال الى الان ساري المفعول.

في هذه اللحظات تمر الذكريات كشريط سينمائي في ذاكرتي، ذكريات ما اجملها حلوها اكثر من مرها مواقف ومواقف جمعتنا معا كشفت لنا طيب ومعدن الرجل وحبه واحترامه لزملائه .

  اتذكر جلساتنا معا في السكن مع المعلمين عمروحدين وعبدالحكيم بن طاهر وناصر باوزير وعلي مخير والمرحومين غازي زحفان وعبدالله اليزيدي ود/ سالم الهميس ود/ ناصر العيشي وسالم بن مخاشن وغيرهم وضحكاته المجلجلة الصافية.

واتذكر كيف كان يستقبلني في شقته ببشاشة لامثيل لها ، ويكرمني بما جهزته (ام ايمن) الفاضلة، من خير الطعام والشراب.  

لم اشاهده يوما ما غاضبا حتى وهو يتعامل مع أي قضية طلابية شائكة، كانت كلماته التوجيهية امام طلابه وخاصة من يغردون خارج سرب (الهادئين) الذين يرتكبون بعض حماقات فترة الشباب الطائشة، حيث كانوا يطأطئون رؤوسهم الى الارض خجلا وندما.

ولعلاقاته الطبية مع الجميع تم انتخابه رئيسا لاتحاد الكرة بالمحافظة آنذاك، فقاد العمل الرياضي الكروي خير قيادة فنظم بمعية زملائه في الاتحاد منافسات ناجحة ودية او رسمية وكان يحض بالتقدير والاحترام من جميع الاندية والرياضيين.

ابو ايمن احب شبوة فبادلته الحب والوفاء، فلن تجد احد الا ويذكره بالخير.

قبل الشهر الفضيل بيوم كنت في عدن، ولأول مرة انزل عدن في غيابه، حيث كان منصب المدير العام لمكتب التربية والتعليم في دار سعد، اخر ما شغله، لم اشنف اذني بسماع صوته كالعادة ولم امتع نظري برؤيته، فقد غاب غياب ابدي.

الذكرى الاولى لوفاته مرت وكأنها مئات المرات علينا نحن اصدقائه، فما بالك بذويه وافراد اسرته الكريمة، ولكن ما يصبرنا ان خاتمته كانت افضل خاتمه كيف لا وانها في خير الايام وفي البقاع الطاهرة وصليّ عليه في ام القرى مهبط الوحي، والرسالة وارض خاتم الانبياء محمد صل الله عليه وسلم، مات صائما وسيبعث بإذن الله على الصيام.

  اسأل الله له الرحمة والمغفرة، اللهم اجعل مثواه الجنة مع الصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا، اللهم ادخله الجنة بلا حساب ولا سابقة عذاب. اللهم امين.

ابو ايمن طبت حيا وميتا، انا لله وانا اليه راجعون.

وفي السياق وصلني اليوم الخميس 21 مارس 2024م، نباء وفاة احد طلابي وطلاب ابو ايمن، المغفور له ان شاء الله جلال علي خبازي احد الطلاب النجباء المحترمين الطيبين طالب لم ارَ منه الا كل خير، كان من اذكياء الصف يحبه جميع المعلمين دون استثناء،

رحمة الله تغشاه تعازينا لأولاده وكافة افراد اسرته ومحبيه، واهلنا في عتق في هذا الفقد العزيز انا لله وانا اليه راجعون هم السابقون ونحن وانتم بهم لاحقون، نسأل الله لهم ولنا العافية.