رسالة إلى النخب الشمالية
كتب - فتاح المحرمي.
تحية طيبة، وبعد...
أكتب إليكم من موقع الأخوة والإنسانية، فحتى وإن تباينت التوجهات وتعددت الرؤى والمشاريع والنظم السياسية، تبقى هذه القيم أساساً للحوار البنّاء والحفاظ على الروابط الإنسانية، وحسن الجوار بيننا.
وفي هذا الحيز أقترح عليكم، قبل الكتابة أو الانتقاد أو التحريض ضد أي توجهات جنوبية، أن تضعوا أنفسكم مكان الجنوبيين.
تخيلوا أن الشمال محرر، والجنوب تحت سيطرة الحوثيين، وجنودكم مرابطون على الحدود. رغم الحرب الخدمية التي تمارسها قوى النفوذ الجنوبية في السلطة الشرعية، يظل جنودكم ثابتين على الجبهات، يواجهون الحوثي من جهة، ويلاحقون التنظيمات الإرهابية من جهة أخرى.
تخيلوا أن القوات الشمالية تحركت نحو مأرب والجوف لتأمينها من قوات تحيد نفسها عن مواجهة الحوثيين منذ عشر سنوات، وتشكل ممرًا لعمليات تهريب مشبوهة.
تخيلوا بعد تحرير الشمال من الحوثي، أنكم دخلتم في شراكة بالسلطة مع قوى جنوبية تستغل القرار والسلطة لخدمة مصالحها وأجندتها الحزبية على حسابكم أنتم أصحاب الثقل على الأرض، ومع ذلك صبرتم واستمررتم في الشراكة.
ولا تنسوا أن تتخيلوا بأن قوى النفوذ الجنوبية استغلت مشروع الوحدة وحولته إلى فيد وتهميش الشمال، وتدمير مؤسساته ومقدراته، وتسريح كوادره، ونهب ثرواته على مدى ثلاثة عقود ونصف.
نعم، تخيلوا كل هذا، والكثير مما لا يسع المجال لذكره، ثم اكتبوا وانتقدوا بصحوة ضمير، بروح الأخوة، ومنطق عقلاني بعيدًا عن العاطفة والنرجسية.
تحياتي للجميع.
11 ديسمبر 2025م




