معشر الأقيال والإكليات: تحايا سبأ وحِمير.. سبتمبر وأكتوبر

مختصر الكلام:

ننطلق من التاريخ اليمني قبل القرن السادس، وأيضًا فيما بعد فيما يصح أخذ الجيد والممكن. هذا تراكم خلّاق، وسوف تظل كل هذه الثقافات تغني التراث اليمني.

لكن المنطلق الوطني الأكبر والأهم هما ثورتا 26 سبتمبر و14 أكتوبر.

إن كان لنا من جيل لا بد أن نخلدهم ونقدسهم ونرفع صورهم في كل بيت وجدار فهم رجالات الحركة الوطني الأكثر نبلًا على مر التاريخ الوسيط والحديث الذين قادوا هاتين الثورتين اللتين لم يكتمل انتصارهما؛ بفعل الارتكاسات التي أوصلتنا إلى ما نحن عليه.

لكن هذا ليس كل شيء.

لا بد اليوم أن يتخلق جيل أعظم. الماضي وقود الدافع اليوم وللقادم. الماضي ليس هدفًا بحد ذاته. نحن لا نريد العودة للماضي. الحاضر والقادم هما مساحة المعركة المقدسة.

اليمن اليوم لا توجد.

اليمن غائبة.

اليمن عادت للارتكاس تحت المشروع الإمامي الذي يجب أن يُقاوم.

إذا كان الأحرار الأوائل رفضوا العبودية منذ أربعينيات القرن المنصرم، فمن يرضى اليوم أن يكون عبدًا لإنسان مثله يدعي عليه نسبًا لا قيمة له؟

الإسلام بحد ذاته ليس عدوًا؛ فهو فكر.

الأديان كلها حرية اختيار لمن يريد.

والديانات السماوية الثلاث دخلت ضمن تكوين ثقافتنا وفكرنا بشكل أو بآخر.

وسوف تدخل لا شك لاحقًا البهائية.

وقد دخلت وسوف تدخل أفكار كثيرة من مختلف الثقافات والمشارب.

لا بد للوعي أن يلتقي بكل مشترك إنساني أينما كان، وأن يكون الاعتقاد والتدين والاعتناق خاضعًا للضمير وحده فقط ومكفول لكل مواطن.

العلاقة مع الإله تحكمها الحرية وحدها لا شريك لها.

الإله منح الإنسان الحرية، وبالتالي لا يحق لأي أحد سلبه منه تحت أي مبرر من أي نوع كان.

في أدبيات الأقيال لا يوجد مؤمنون وكفار، لا توجد سلالات، لا يوجد حبتي والا الديك.

لكن المهمة المقدسة أن يُصوب الهدف الأسمى نحو فكر الدولة والمواطنة والحريات والضمير والعدالة والمساواة.

هذا النضال لأجل الإنسان والحياة واليمن ليس فقط خاصًا بالأقيال، بل هو خاص بكل مواطن يمني حر، وبكل الأحزاب والمكونات السياسية المدنية.

الدولة هي حاضنتنا جميعًا.

الدولة هي معنى أن يكون الإنسان اليمني وجوديًا.

لا بد من نقد كل ما يخدش صفاء الهدف ومحاولة حرفه عن مساره.

الأقيال حركة تتعاظم، لكنها لم تتبلور بعد بشكل جيد كما يبدو. والمهم أن يستمر هذا الحراك، وأن يتبلور كل مرة أكثر فأكثر.

أما أولئك الأقيال الذين يريدون جر المسألة نحو تصفيات عرقية ضد فئة معينة، فهؤلاء إن لم يكونوا مخترقين هذا الحراك، فهم لم يفهموا بعد مقاصده حتى لا أقول أغبياء.. (هناك أقيال وهناك أفيال، والفيل رمز عظيم إلا في قيادة الفكر). وفي كلا الحالتين هم خطر على هذه الحركة.

الهاشميون في اليمن ليسوا أعداء.

يمكن نقد الحركة السياسية الهاشمية دون مهادنة، وكشف كل حبائلها. هذا حق، وواجب، لكن لا يمكن نقد الإنسان فقط لأنه هاشمي. هذا لا يليق. هذا ما يجب الانتباه له جيدًا.

لا للعرقية أبدًا.

ولكي تجابه المشروع السلالي، لا تكن مثله. أنت لديك مشروع الدولة مشروع كل اليمن، أنت تمثل كل إنسان يمني.

والحديث يطول.

أيها الأقيال، هل ما زلتم ساهرين أم ذهبتم إلى النوم؟

أين أنتم؟

صباحات..