تحرير عدن والشهيد جعفر محمد سعد

في السابع والعشرين من رمضان، تحل علينا ذكرى تحرير عدن من المليشيات الحوثية، ذلك اليوم الذي سطرت فيه عدن وابنائها ملحمة بطولية لاستعادة مدينتهم من براثن الظلم والاستبداد، كان هذا الانتصار نتيجة تضحيات جسيمة وبطولات عظيمة لا يمكن ان نذكرها دون استحضار احد ابرز القادة الذين نقشوا اسماءهم في تاريخ المدينة، الشهيد اللواء جعفر محمد سعد القائد الذي وضع روحه على كفه ليقود عملية تحرير عدن بكل شجاعة وإخلاص.

لم يكن اللواء جعفر محمد سعد مجرد قائد عسكري، بل كان رجل دولة ورؤية، امن بعدالة قضية ابناء الجنوب وضرورة تحرير عدن من قبضة المليشيات الحوثية والقوى التي ارادت فرض سيطرتها بالقوة لعب دورا محوريا في التخطيط والاشراف على العمليات العسكرية التي قادت الى تحرير المدينة مستندا إلى خبرته العسكرية الكبيرة وعلاقاته الوثيقة بالمقاتلين على الارض وقراءته الدقيقة لجغرافيا المعركة.

لقد كان الشهيد جعفر رمزا للوطنية، لم يبحث عن مكاسب شخصية بل كان جل اهتمامه هو استعادة الامن والاستقرار لعدن واهلها وبعد تحقيق النصر لم يتوقف دوره عند حد المعركة العسكرية بل استمر في العمل على اعادة بناء المدينة ورسم الحياة فيها وانتشالها من اثار الحرب حيث تقلد منصب محافظ عدن ساعيا الى تحقيق نهضة تنموية تلبي تطلعات المواطنين.

لا يمكن الحديث عن هذا اليوم دون الإشادة بروح المقاومة التي تجلت في ابناء عدن بمختلف شرائحهم ، حيث اتحد الجميع خلف هدف واحد وهو تحرير مدينتهم من المليشيات التي ارادت طمس هويتها وتاريخها. لقد كانت ملحمة بطولية امتزج فيها التخطيط العسكري المحكم مع الإيمان القوي بعدالة القضية، فاثمرت عن طرد المليشيات وتحرير عدن لتعود إلى اهلها حرة شامخة.

لكن الفرحة بالنصر لم تكتمل، فقد اغتالت يد الغدر والخيانة القائد جعفر محمد سعد بعد شهور من التحرير في محاولة يائسة لإطفاء نور عدن واسكات صوت رجل كان يرى في بناء الدولة وتحقيق الاستقرار هدفا ساميا الا ان ذكراه ما زالت حية في قلوب ابناء عدن وستظل تضحياته نبراسًا يضيء درب الحرية والكرامة.

في كل عام ومع حلول هذه الذكرى العظيمة يتجدد العهد على السير على خطى الابطال الذين قدموا ارواحهم فداء لهذه الارض وعلى راسهم الشهيد جعفر محمد سعد ،ان الوفاء لذكراه لا يكون فقط بذكر اسمه بل بالعمل الجاد من اجل عدن وبالحفاظ على روح المقاومة وببناء مدينة امنة ومستقرة لا مكان فيها للفوضى ولا للخيانة.

ختاما الف رحمة ونور على روح الشهيد القائد جعفر محمد سعد، وعلى ارواح جميع الابطال الذين سقطوا وهم يدافعون عن عدن، ستبقى تضحياتهم شعلة لا تنطفى، وسيظل السابع والعشرون من رمضان شاهدا على ارادة ابناء عدن التي لا تقهر.